مقالات

مَن الذي يمنع الحكومة من العمل؟/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
يتوجّه مؤيّدو الحكومة التي لم أعطها الثقة، ولن أعطيها، بالإنتقاد الذي يكون أحياناً لاذعاً جدّاً، إلى منتقدي أدائها. وفي الوقت عينه ينتقدون بالمفرّق أداء هذا الوزير أو ذاك ممّا يؤشّر إلى أنّهم (أيّ الذين ينتقدون الأداء) يؤيّدون الحكومة لأسباب سياسية أو حزبية…الخ
الحكومة هي التي تمتلك السلطة. المؤسّسات والقطاعات والأجهزة… كلّها بإمرتها. فمن الذي يمنعها من اتخاذ القرارات الصحيحة وتنفيذها؟ منذ عدّة أيّام كتبت عبارة قالها لي أحد المسؤولين:”قبل أن أكون مسؤولاً كنت أتمنّى. أمّا اليوم (وهو في سدّة المسؤولية) فأنا أقرّر وأنفّذ”.
يعلّق بعض الأصدقاء بالقول:”لا تنتقدوا الحكومة ودعوها تعمل”. أو بالقول:”الحكومة تعمل ولكنّ الشعب أثبت أنّه ..(كلمات لا أحبّذ استعمالها). أو “هل نستطيع أن نضع دركياً أمام كلّ باب إذا لم يلتزم الشعب؟” وغيرها وغيرها من التعليقات التي نحترم من يكتبها.
أمّا الجواب عليها فهو بسيط جدّاً:
1- هل يوافق المدافعون عن الحكومة على أدائها وكلّ يوم يصدر قرار عن بعض الوزراء ينمّ عن عدم خبرة. أو عندما تستدرك وتتخذ القرار المناسب بعد فوات الأوان؟
منذ ثلاثة أشهر كتبت مقالة بعنوان: أعلنوا حالة الطوارئ وامنعوا التجوّل لمدّة أسبوعين. لم يتمّ هذا الأمر. والأنكى أنّهم سمحوا للوافدين إلى لبنان بالدخول من دون حسيب أو رقيب، وذلك قبل بدعة فحصهم في المطار، واليوم يصدرون القرار بإقفال البلد لمدّة أربعة ايّام. ألا يدلّ هذا الأمر على قلّة خبرة في إدارة شؤون البلد؟
2- ينتقد مؤيّدو الحكومة الشعب ويصفونه أحياناً بصفات غير مقبولة بتاتاً. ونحن نسأل: هل الشعب هو الذي قرّر فتح المطار والسماح بدخول الوافدين؟ وهل الشعب هو الذي وضع خطّة دخولهم وفحوصهم وحجرهم وغيرها أم الحكومة. فما علاقة الشعب بهذا الأمر؟
أمّا بالنسبة للتجوّل وغيره، فالحكومة هي التي تضع الخطط، وهي التي تنفّذها، فمن الذي يمنعها من ذلك هل انتقادات المنتقدين وتعليقات المعلّقين؟
السلطة لا تمشي بالتمنّي، بل باتخاذ القرارات الصائبة والحكيمة، والشعب ينفّذ. وإلاّ ما هو مبرّر وجود الحكومات في دول العالم؟
أمّا القول بأنّه لا يمكن وضع دركي أمام كلّ منزل. ففي الصين مليار وخمسماية مليون نسمة هل هناك دركي على كلّ باب كلّ واحد منهم؟.
نصيحة أخيرة للحكومة: خذي القرارات الصائبة والحكيمة وغير المنتناقضة والتي لا نحتاج إلى عشرين ترجماناً ومنجّماً لفهمها. والشعب ينفّذ خصوصاً مع تزامنها بإجراءات رادعة.
“محكمة” – الأربعاء في 2020/5/13

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!