مقالات

لا إنجازات ومَثَل اللبنانيين في باريس/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
لم يشهد تاريخ لبنان القديم والحديث حكومة فاشلة وضعيفة أكثر من الحكومة الحالية. وهذا الرأي أدلينا به منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة ولم ننتظر كغيرنا الأشهر والأسابيع حتّى نكتشف ذلك. وما أدلى به رئيس الجامعة الأميركية منذ عدّة أيّام أدلينا به منذ خمسة أشهر، يوم تشكيل الحكومة التي رفضناها بالشكل.
فمواصفات رئيس أيّ حكومة أو وزير يجب أن تكون غير تلك الموجودة حالياً، خصوصاً في ظلّ هذا الوضع المتردّي والسيئ.
أركان هذه الحكومة يمضون معظم أوقاتهم يتكلّمون عن إنجازاتهم وهم لم يفعلوا شيئاً على الإطلاق، ويصحّ فيهم ما قاله مرّة فخامة الجنرال ميشال عون (الذي لا أزال أصرّ على أنّه نظيف الكفّ بمعزل عن أيّ مآخذ أخرى)، عندما كنا صغاراً ونمشي ليلاً، كنا نصوفر حتّى لا نخاف.
أركان هذه الحكومة يدعون البطولات في جميع الميادين ولا خبرة لديهم ولا كفاءة. ولا ننسى عشرات القرارات التي صدرت وتصدر وتتناقض مع بعضها البعض ولا قيمة لها. وفي عهد هذه الحكومة شاهدنا الويلات والمصائب كما لم نشاهدها من قبل، ولولا العناية الإلهية، وفي أماكن وظروف معيّنة (وليس دائماً) وعي الشعب اللبناني والمبادرات الفردية لكانت أكبر. ولا فضل لهذه الحكومة في شيء ولا أعلم كيف يوافق الشعب اللبناني على بقائها ولا ينتفض ويثور.
وبالتالي، ما هي إنجازات هذه الحكومة الاستراتيجية وحتّى التكتيكية؟
لا شيء. والأنكى أنّ معظم أركانها يتبجّحون بإنجازات وهمية تتعلّق بالأمن والإقتصاد والصحّة والبيئة وغيرها وغيرها. وهم لا يعلمون كما قلت إنّ العناية الالهية وبعض الوعي لدى الناس ومساعدة بعضهم البعض هي التي تنقذ الوضع. هذا الوضع الذي يشبه الطرفة التي أرويها دائماً:
إلتقى لبنانيان في باريس وقرّرا تناول طعام الغداء في أحد مطاعمها إلاّ أنّ أحدهما قال للآخر: ولكن كيف سنطلب وأنا لا أجيد اللغة الفرنسية. فقال له صديقه الذي لم يكن يجيدها ولكنّه يحبّ التبجّح: لا تعتل همّ أنا أطلب.
ودخلا المطعم فبدأ المتبجّح يقول للغارسون وهو “يلوق” فمه ويعلك الكلام Je Veux صحن سلطة وصحن معكرونة وصحن بطاطا..الخ فسجّل الغارسون “الطلبية” وما هي إلاّ دقائق حتّى أتت الصحون. فوضعها الغارسون على الطاولة فقال الذي لا يجيد اللغة لصديقه: يا زلمي والله بتعرف تحكي منيح فرنساوي جابولنا كلّ ما طلبته.
فنظر إليهما الغارسون وهو يضحك قائلاً:
– ايه والله لو ما كنت لبناني متلكم كنتوا أكلتوا هونيك شغلة.
“محكمة” – الإثنين في 2020/7/13

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!