أبرز الأخبارعلم وخبرميديا

“محكمة” تتفرّد بنشر قرار القاضي نجاة أبو شقرا: كيندا الخطيب عميلة وهذه جرائمها/علي الموسوي

كتب علي الموسوي:
ليست كيندا الخطيب المرأة اللبنانية الأولى التي تغرق في وحل التعامل مع العدوّ الإسرائيلي أو تسعى للتطبيع معه، لكنّها واحدة من المصنّفات في خانة الأكثر استعداداً للقيام بهذا الدور القذر من دون أن تكون مضطرّة بحكم ابتعادها المناطقي عن دائرة التجنيد، غير أنّها قادت نفسها بنفسها إلى هذا الموقع المهين، إنطلاقاً من كره سياسي شديد للمقاومة وصولاً إلى رغبة قويّة في التخلّص منها والقضاء عليها نهائياً.
هذا ما توحي به سطور القرار الاتهامي الصادر عن قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا بعد شهرين وبضعة أيّام من توقيف المديرية العامة للأمن العام كيندا الخطيب التي تجاوزت مرتبة كاتبة تقارير صغيرة بحكم ما وصلت إليه من علاقات متينة بلغت حدّ التوسّط للصحافي الإسرائيلي العامل في القناة 11 الإسرائيلية روي قيس لكي يجري مقابلة حصرية مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، لكنّ الوسيط صرفها بتأكيده صعوبة تحقيق ذلك.
ويروي القرار الاتهامي بالإستناد إلى التحقيقين الأوّلي والإستنطاقي طريقة إبحار كيندا الخطيب في دهاليز الخيانة إلى درجة وصف أفعالها بالجاسوسية.
فقد تلقت الخطيب المولودة في العام 1996، عبر “تويتر” تحيّة من روي قيس ردّت عليها بأحسن منها على الرغم من أنّ صفته المكتوبة باللغة العبرية واضحة وصريحة وليست لغزاً يحتاج إلى إعمال العقل والضمير والوطنية، وبدلاً من أن تستخدم زرّ الحظر(BLOCK)، إنسجمت معه وجارته في محادثاته المتكرّرة ولا سيّما بعدما كال لها المديح والإطراء ووصفها بالشجاعة، هذه “الشجاعة” التي دفعتها إلى محو جوابها لئلاّ يعرف سبب هذا النعت.
الكنيس اليهودي
وبدأ الإستدراج الأمني تحت ستار من العمل الإعلامي، فطلب قيس تعريفه بمصوّر يزوّده بصور للكنيس اليهودي في محلّة وادي أبو جميل في بيروت وهو المعروف بكنيس ماغين أبراهام، ثمّ العثور على صحافي لبناني يستفيض في الحديث عن الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وهو المعروف بالتحرير في أيّار 2000، فعارضته كيندا مفضّلة التركيز على فيديو للوزير جبران باسيل يتناول فيه”حقّ إسرائيل في أن تنعم بالأمن والأمان” وذلك إعتقاداً منها بأنّ هذا الأمر أكثر إفادة على الصعيد السياسي ويحرجه مع حليفه حزب الله.
التركيز على حزب الله
ووقع خيار الخطيب على اللبناني المجنّس أميركياً شربل الحاج لتوهّمها أنّ جنسيته الثانية تحجب عنه الملاحقة القضائية أسوة بالعميل الصهيوأميركي عامر الفاخوري، وقد طلب منها قيس أيضاً التواصل مع عائلة هذا الأخير خلال توقيفه في لبنان.
وبعدما ظهر الحاج على الشاشة الإسرائيلية عاتبته كيندا الخطيب بداعي أنّ قيس كان يفضّل أن يركّز على أنّ حزب الله مرفوض من المجتمع اللبناني بعد خروج تظاهرة مناهضة له في بيروت، مع أنّ كيندا التي أبدت حرصاً مميّزاً على المصالح الإسرائيلية، تعرف الحقيقة المرّة بأنّه لا يمكنها اختصار النسبة الكبرى من الشعب اللبناني المؤيّد للحزب والمقاومة بعدد قليل لا يعتدّ به.
الظهور على القناة الإسرائيلية
وتطوّرت الخدمات الإعلامية، فظهرت كيندا الخطيب صوتاً دون صورة على القناة التلفزيونية الإسرائيلية خشية انفضاح أمرها وتوقيفها، متفلتةً من شجاعتها التي أشاد قيس بها، ثم عاونت قيس على تحديد أماكن تظاهرات حصلت في بيروت وطرابلس بعدما أرسل لها الفيديوهات لكي يتحقّق من صحّتها.
وبلغت الوقاحة بالموقوفة كيندا الخطيب أن وعدت نفسها بتناول طعام الفطور مع قيس في لبنان”يوماً ما” وإنْ لم يحصل واعدته بالذهاب إليه في فلسطين المحتلة بعد أن تكون قد استقرّت في الأردن. قد تكون “أضغاث أحلام” لكنّها تنمّ عن استسهال للعمالة.
وبالفعل دخلت كيندا إلى فلسطين عبر المعبر 15 ومن دون توشيح جواز سفرها لئلاّ ينكشف أمرها، كما أنّها لم تنم هناك ولم تحجز في أيّ فندق وهذا يدلّ على إصرارها على اتخاذ احتياطات أمنية.
جوليات
ولقصّة التواصل أمنياً مع “جوليات” نكهة أخرى يسردها القرار الإتهامي بإسهاب فألصقت بأشخاص ينتمون إلى حزب الله قيامهم بنشاطات غير مشروعة كالاتجار بالسلاح والمخدّرات.
وإنْ لم يقل التحقيق بعبارة صريحة، أنّ كيندا الخطيب مدرّبة أمنياً، إلاّ أنّ كلّ تحرّكاتها تشي بذلك، وهي أخبرت صحافية لبنانية أنّها “تعمل مع الاتحاد الأوروبي في غرفة أمنية تستر نفسها بستار المراقبة الدولية”، ورفضت الإفصاح عن كيفية استحصالها على ملفّ يتعلّق بـ”اجتماع الغرفة الأمنية بين الاتحاد الأوروبي والسفارة الأميركية في لبنان”، خصّص لبحث الوضع الإقتصادي اللبناني و”محاولة رسم طريق للوضع السياسي فيه بالتركيز على دور حزب الله والتيّار الوطني الحرّ”.
ومن جملة من التقتهم كيندا الخطيب، ضابط في المخابرات الكويتية زار لبنان والتقى أحمد الأسير قبل أيّام قليلة من قيام مجموعته بفتح النار على الجيش اللبناني في عبرا في العام 2013.
وكلّ اعترافات كيندا الخطيب موثّقة ومثبتة بالتحليل الفنّي لهاتفها من خلال محادثات أجرتها على الدوام مع روي قيس وجوليات وآخرين تؤكّد بما لا يقبل الشكّ مضيها قدماً في طريق التعامل والتطبيع إلى حدّ الإنتحار ودخول السجن.
وحاول بندر الخطيب الدفاع عن شقيقته كيندا عند سماع إفادته، غير أنّ اندفاعه إلى قعر الكذب صبّ في غير مصلحتها ظنّاً منه أنّه بذلك يحميها ويدافع عنها، متناسياً أنّ ما أدلت به من اعترافات محفوظة باللحظة والثانية والدقيقة، هو دليل مادي ملموس، وإذا ما حاول بندر لاحقاً أمام المحكمة العسكرية الدائمة أن يلتزم الكذب، فإنّه يحقّ للنيابة العامة ملاحقته بالإدلاء بشهادة زور، وهذا ما يفرضه القانون.
واعتبرت القاضي نجاة أبو شقرا أنّ كيندا الخطيب جاسوسة بسبب عملها مع غرفة أمنية للإتحاد الأوروبي ومع الضابط الكويتي، وهذا ما حتّم عليها إضافتها إلى رصيدها من جرائم، ولم تكن النيابة العامة العسكرية قد لحظتها في ادعائها، ولذا أحالتها على المحاكمة بهذه التهمة وبما تشاركت فيه مع الفار من وجه العدالة شربل الحاج من تعامل مع العدوّ الإسرائيلي وتطبيع معه أو ما يعرف بمخالفة قانون المقاطعة.
“محكمة” تتفرّد بنشر كامل القرار الإتهامي على الشكل التالي:
نحن، نجاة أبو شقرا، قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية،
لدى التدقيق،
وبعد الإطلاع على ورقة الطلب رقم 2020/7835 تاريخ 2020/6/22 ومرفقاتها،
وعلى مطالعة حضرة مفوّض الحكومة المعاون تاريخ 2020/8/11،
وعلى الأوراق كافة،
تبيّن أنّه أسند إلى المدعى عليهما:
١- كيندا محمّد الخطيب، والدتها خالدية، مواليد ١٩٩٦، لبنانية رقم سجّلها ٤٦/ حويش عكار، (أوقفت وجاهياً بتاريخ 2020/6/24 ولا تزال موقوفة)،
٢- شربل فريد الحاج، والدته نوال، مواليد ١٩٨٥، لبناني رقم سجّله ٢٢/حوش حالا زحلة، (أوقف غيابياً بتاريخ 2020/6/24 ولا يزال متوارياً)، يحمل أيضاً الجنسية الأميركية،
٣ـ كلّ من يظهره التحقيق،
بأنّهما، في الأراضي اللبنانية وخارجها، بتاريخ لم يمرّ عليه الزمن، أقدمت الأولى على دخول بلاد العدوّ دون موافقة الحكومة اللبنانية، وعلى التواصل مع عملاء العدوّ وجواسيسه وهي على بيّنة من أمرهم، كما أقدمت على التعامل مع أشخاص يعملون لحساب العدوّ الإسرائيلي، وعلى مساعدة اللبناني شربل الحاج على التعامل مع أشخاص يعملون لحساب العدوّ، وأقدم الثاني على التعامل مع جواسيس العدوّ الإسرائيلي ومع أشخاص يعملون لحسابه،
الجرم المنصوص عنه في المواد /٢٨٥/ و/٢٧٨/ عقوبات و١/٥ من قانون مقاطعة إسرائيل، و1/5 من قاون مقاطعة إسرائيل معطوفتين على المادة /٢١٩/ عقوبات بالنسبة للأولى، والمواد /٢٧٨/ عقوبات و١/٥/ من قانون مقاطعة إسرائيل في ما خصّ الثاني،
وأنّه بنتيجة التحقيق تبيّن ما يلي،
أوّلاً: في الوقائع:
توافرت لدى المديرية العامة للأمن العام معلومات تفيد عن أّنّ المدعى عليها كيندا الخطيب وشقيقها الشاهد بندر الخطيب يتواصلان مع شخصية إسرائيلية وأنّهما دخلا أراضي العدوّ، فتمّت مراجعة النيابة العامة العسكرية التي أمرت بتوقيفهما والتحقيق معهما،
وبالفعل تمّ رصدهما ثمّ توقيفهما من قبل دائرة الأمن القومي- شعبة الشمال بتاريخ 2020/6/18 عند الساعة ٧،٠٠ بعد مداهمة منزلهما، (المحضر عدد ٣٨٦١/ ش م ش/ص تاريخ 2020/6/17) وتسليمهما إلى مكتب شؤون المعلومات- دائرة التحقيق الأمني حيث تمّ التحقيق الأوّلي معهما بموجب المحضر عدد ٣٨٢/ د ق ا تاريخ 2020/6/18،
وأنّ النيابة العامة العسكرية أشارت بنتيجته بتوقيف كيندا وترك بندر بسند إقامة، وادعت على كيندا بالإضافة إلى شربل الحاج بموجب ورقة الطلب الراهنة،
وأنّه بنتيجة التحقيقات الأوّلية والاستنطاقية التي أجريت، وفي ضوء التكاليف التي وجّهت من قبلنا إلى المديرية العامة للأمن العام تبيّن التالي:
أنّه بتاريخ 2019/4/29 عند الساعة ١٠،١٢ مساءً تلقت كيندا عبر تويتر رسالة من الصحافي الإسرائيلي روي قيس ملقياً التحيّة “أهلاً” وهي ردّت بالمثل عند الساعة ١٠،١٤ مساءً، ليردّ روي عند الساعة ١٠،١٧ مساءً “أشكرك على المتابعة”،
وأنّ حساب روي يحمل بوضوح إسمه مكتوباً باللغة العبرية ويفيد عن أنّه يعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية،
وفي محادثات لاحقة حصلت بتاريخ 2019/5/7 سأل روي كيندا إن كان يمكنها العثور على شخص يصوّر له الكنيس اليهودي في بيروت،
وبتاريخ 2019/7/13عند الساعة ٩،٠٨ صباحاً أرسل روي لكيندا يسألها: “انتي عنجد موجودة في لبنان؟” ليتبع ذلك رسالة من روي عند الساعة ٤،٠٧ مساءً بالتاريخ عينه: “انتي شجاعة”،
ولم يظهر إفراغ هاتف كيندا وجود جواب منها أقلّه على سؤال سكنها في لبنان على نحو يبرّر إرسال روي لرسالة يمدح فيها شجاعتها، ما يعني أنّها حذفت أجوبتها،
وأنّ روي طلب من كيندا عند تحادثهما بتاريخ 2020/5/8 من الساعة ٥،٠٣ عصراً حتّى الساعة ٥،٤٢ عصراً، مساعدته في تأمين شخص لبناني لإجراء مقابلة مع القناة /١١/ الإسرائيلية للحديث عن الوضع الداخلي اللبناني لا سيّما في ظلّ مرور ٢٠ سنة على الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان،
وأنّ كيندا تداولت بهذا الأمر مع روي وقدّمت له النصائح بقولها أن لا أحد يجرؤ في لبنان على التكلّم بشكل إيجابي عن إسرائيل لأنّ الأجهزة الأمنية فيه مرتبطة بحزب الله ويمكنهم بكلّ سهولة اتهام أيّ شخص بالتطبيع، وأنّ الأفضل إظهار الموضوع كقضيّة رأي عام عبر نشر الفيديو الذي يظهر فيه وزير الخارجية السابق جبران باسيل وهو يقول إنّ من حقّ إسرائيل أن تنعم بالأمن والأمان، وأنّ باسيل مع إعادة المبعدين، وأنّ حقيقة اسرائيل هي في ما يرد على لسان المسؤولين في لبنان، وأنّ ذلك سيحرج حزب الله ويمنعه من التكلّم بالسوء عن إسرائيل مجدّداً، ليسألها روي إن كان يمكنها تأمين شخص من آل الجميل للتكلّم معه في هذا الإطار، فتنصحه كيندا بأنّ ذلك سيعطي ذريعة لحزب الله ضدّ خصومه السياسيين، وأنّه من الأفضل له أن يركّز على حليف حزب الله،
كما تداولت كيندا مع روي بموضوع العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري وقالت إنّ حزب الله هو من غطّى قرار إخراجه من السجن، ووعدت روي بمحاولة إيجاد وسيلة تواصل مع عائلته، لتعلمه عند الساعة ٥،٤١ عصراً أن سيناتور أميركية مقرّبة من عائلة الفاخوري هي من ساعدت على عودته من لبنان، وأنّ عائلته لا تريد التواصل مع الإعلام حالياً،
وأنّ كيندا عرضت موضوع إجراء المقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي القناة /١١/ على أشخاص عدّة بينهم المدعو ميشال أنطوان المكاري (مايكل مكاري) والمدعى عليه شربل الحاج،
وأنّ كيندا تواصلت مع شربل بتاريخ 2020/6/7 عبر واتسآب وعرضت عليه عند الساعة ١٢،٥٨،٣٤ فجراً إجراء هذه المقابلة، ثمّ اتصلت به، (أرسل شربل لكيندا عند الساعة ٢،٠٣،٠١ فجراً يطلب منها الاتصال به متى شاءت كونه فاته اتصالها السابق)،
وأنّه عند الساعة ١١،٣٤،١٩ صباحاً بتاريخ 2020/6/7 عادت كيندا وأرسلت إلى شربل عبر واتسآب رسالة تعلمه فيها أنّ روي أرسل له رسالة عبر تويتر،
وأنّ شربل أجرى المقابلة فعلاً مع روي بتاريخ 2020/6/7 وهي عرضت على تطبيق يوتيوب على موقع القناة /١١/ الإسرائيلية بتاريخ 2020/6/9،
وأنّه مساء 2020/6/7 تراسلت كيندا مع شربل وطلبت منه تحديداً عند الساعة ٦،٥٨،٤٧ مساءً إرسال الفيديو العائد للمقابلة ففعل، وبعد مشاهدتها له راسلت شربل عند الساعة ٩،٠٦،٣١ مساءً حتّى الساعة ٩،٠٧،٤٢ مساءً قائلة إنّ روي أراد منه التطرّق إلى بضع نقاط لكنّه لم يفعل، منها موقف المجتمع الدولي من حزب الله، رفضه من قبل المجتمع اللبناني وخروج تظاهرات ضدّه للمرّة الأولى ومهاجمته علناً، وأنّه كان عليه أن يظهر بشكل واضح أنّ حزب الله بات مرفوضاً وغير محتضن من الشعب اللبناني،
وخلال هذه المحادثة وتحديداً عند الساعة ٦،٤٧،١٤ مساء حتّى الساعة ٦،٤٧،٣١ مساء أخبرت كيندا شربل أنّه سبق لها أن أجرت مقابلة مع التلفريون الإسرائيلي القناة /١١/ لكن فقط بالصوت دون الصورة، وأنّه في حال تمّ اكتشاف الأمر ستتعرّض للتوقيف،
وتبيّن أنّه بتاريخ 2019/7/19 عند الساعة ٩،٠٠ مساءً كان روي قد أرسل لكيندا عبر تويتر يسألها عن إمكانية مشاركتها بمقابلة دون ذكر إسمها وبعد تشويش صوتها وصورتها،
وأنّ كيندا كانت خلال تواصلها مع روي تتداول معه في شؤون سياسية داخلية، وتطلعه على سير التظاهرات في بيروت وطرابلس، وكان روي يرسل لها فيديوهات عن تظاهرات أو أعمال شغب تحصل في مناطق متفرّقة في لبنان، لتعود هي وتؤكّد على صحّتها أو عدمها،
وأنّ كيندا تراسلت مع روي بتاريخ 2020/4/20 عند الساعة ١٢،١٠ ظهراً فأرسلت له صورة لمائدة طعام وأرفقتها بتعليق: “يوماً ما رح نتروق بلبنان أو بس استقرّ بالأردن قريباً بطلع بتروّق عندك”،
وأنّه بتاريخ 2020/1/22 سافرت كيندا مع شقيقها بندر إلى الأردن بحجّة زيارتها لصديقتها الأردنية المدعوة ضحى غنيم، وعادت إلى لبنان بتاريخ 2020/1/28.
وبعد عودتها نشرت على حسابها على “انستغرام” مقطعي فيديو يظهر فيهما محيط باحة المسجد الأقصى، كما أطلعت عدداً من أصدقائها الإفتراضيين على أنّها دخلت القدس وهم، منذر محمّد (مناصر لحركة أمل) وعبد الله خضر نور الدين (منتمي لحزب الله) وريكان نوفل (رجل أعمال سوري درزي مقيم في الإمارات وموالٍ سياسياً لوليد جنبلاط) وزينب ابراهيم حيدر، فتواصلت مع عبد الله خضر نور الدين ومع زينب ابراهيم حيدر بتاريخ 2020/1/30، وتواصلت مع منذر محمّد بتاريخ 2020/1/31 وتواصلت مع ريكان نوفل بتاريخ 2020/4/21 وأخبرت كلاً منهم عن زيارتها للقدس وعن دخولها دون توشيح جواز سفرها، وأطلعت عبد الله نور الدين تحديداً أنّها دخلت أراضي العدو من المعبر /١٥/ وأنّها لم تبت ليلتها فيها حتّى لا يظهر لديها حجز فندقي،
وأنّه بنتيجة المتابعة الأمنية تبيّن أنّ هذا المعبر موجود فعلاً وهو يستخدم ممن يرغبون بدخول أراضي العدوّ دون توشيح جوازات سفرهم،
وأنّ كيندا أدلت خلال التحقيق الأولي معها أنّها لم تدخل أراضي العدوّ وأنّها حصلت على مقطعي الفيديو من صديقها البريطاني الباكستاني عدنان، وأنّها ادعت دخولها القدس بهدف التباهي، لكنّها لم تستطع تبرير كيفية معرفتها بوجود المعبر /١٥/،
وتبيّن أنّ كيندا تعرّفت على عدنان خلال وجودها في الأردن وهي تواصلت معه عبر واتسآب بدءاً من 2020/1/28، حيث عرّف عن نفسه بأنّه بريطاني من أصل باكستاني وأنّه يعمل لصالح الحكومة البريطانية، وأنّه سيزور فلسطين اعتباراً من تاريخه ولمدّة أربعة أيّام ليعود بعدها إلى بريطانيا، وأنّ كيندا طلبت منه خلال تواصلهما عبر واتسآب بتاريخ 2020/1/29 عند الساعة ١١،٠٩،١١ صباحاً أن يرسل لها صوراً مباشرة من القدس، فأرسل لها فيديو قصيراً عند الساعة ١١،٠٣،٣٦ مساءً، وأنّ كيندا اطمأنت من عدنان بأنّه لم يتمّ ختم جواز سفره لدى دخوله أراضي العدوّ،
وأنّه خلال وجود كيندا في الأردن إلتقت بضابط برتبة رائد في المخابرات الكويتية على مدى أربع ساعات في فندق الهيلتون في منطقة البحر الميت، وزوّدته بمعلومات أمنية، وكانت تلك غايتها الحقيقية من السفر إلى الأردن، وتبيّن أنّ هذا الضابط يدعى ياسر أحمد أحمد عبد الرحمن الكندري وهو مقرّب من العائلة الحاكمة في الكويت، وسبق له أن تواجد في لبنان قبل معارك عبرا حيث دخل لبنان بتاريخ 2013/6/13 وغادره بتاريخ 2013/6/16 والتقى خلال وجوده فيه بالإرهابي أحمد الأسير،
وأنّ كيندا كانت قد تراسلت بتاريخ 2020/1/26 مع شقيقها بندر عبر واتسآب على رقمه ٠٣٥٧٥٣٥٤ خلال وجودهما في الأردن وأعلمته، تحديداً عند الساعة ٣،٢٣،١١ بعد الظهر حتّى الساعة ٣،٢٤،٢٧ بعد الظهر، أنّها ستقبض في شهر شباط أتعابها عن الإجتماع الذي عقدته في الأردن والتقارير التي أعدّتها،
وخلال وجودها في الأردن تواصلت كيندا مع روي وتحديداً بتاريخ 2020/1/24 وأعلمته بوجودها هناك وطلبت لقاءه، وزوّدها روي برقم هاتفه الإسرائيلي وهو ٠٠٩٧٢٥٠٧٨٣٥٠٣٥ بهدف التواصل الهاتفي بينهما، كما أعلمته أنّها موجودة برفقة صديق لها قد يلتقي به إذا سمح له وضعه الأمني بذلك (أي ياسر)،
ثمّ تواصلت معه مجدّداً بتاريخ 2020/1/27 حيث أخبرها روي أنّه يتعذّر عليه القدوم للأردن، فدعته كيندا للقائها في السعودية وأخبرته أنّها كانت في الأردن برفقة شخص من عائلة الملك وأنّ هذا الأخير قال لها أن لا مشكلة بدخول روي إلى السعودية، فيجيبها روي أنّه بانتظار تأمين مقابلة له مع ولي العهد،
وتبيّن أنّ كيندا كانت تواصلت مع شخص سعودي يدعى الشريف خالد التلمساني يدير عقود النفط في دبي وهو مقرّب من العائلة المالكة وتحديداً من ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، تواصلت معه بتاريخ 2019/9/18 عبر واتسآب بين الساعة ٤،٣٠،٣١ عصراً و٦،٣٠،٣١ عصراً وأخبرته أنّ مذيعاً في القناة /١١/ الإسرائيلية يدعى روي قيس يريد إجراء مقابلة حصرية مع ولي العهد السعودي موضوعها الوضع في المنطقة بين إيران وإسرائيل، وأنّ التلمساني أجاب بأنّ ولي العهد (الأمير محمّد بن سلمان) لن يوافق على ذلك،
وكانت كيندا قد علمت من التلمساني عن وجود مفاوضات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل من أجل التطبيع بينهما، (وهو الأمر الذي تحقق قبل أيّام قليلة من صدور هذا القرار) وهي أطلعت روي على هذا الأمر لدى تواصلها معه بتاريخ 2020/1/4 ثمّ بتاريخ 2020/1/7،
كما تبيّن أنّ كيندا تواصلت مع الإسرائيلية جوليات عبر “تويتر” من 2019/12/23 لغاية 2020/5/31 وتداولت معها بأخبار عن لبنانيين قالت إنّهم ينتمون إلى حزب الله وتتوافر معلومات عن ضلوعهم في نشاطات غير مشروعة (تجارة أسلحة وكوكايين)، وهم عبد الله صفي الدين، وصهر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله المدعو أبو زينب، والنائب أيمن شرّي وأولاده، والمدعو أبو جعفر حمية، والمدعو أبو سعيد الخنسا، وأدهم طباجة، وسامر عبد الله صهر القيادي في حزب الله المرحوم عماد مغنية، وإبن هذا الأخير المدعو مصطفى مغنية،
وخلال هذا التواصل عبّرت كيندا لجوليات عن رغبتها بفتح الحدود بين لبنان وإسرائيل والقضاء على حزب الله بوصفه أداة إيرانية لا تريد السلام مع إسرائيل بمحادثة حصلت بتاريخ 2020/4/22 عند الساعة ١٢،٣٧ ظهراً،
وتبيّن أنّ كيندا تواصلت مع صحافية لبنانية تدعى رولا رياض الخطيب تعمل في الإمارات العربية المتحدة، وأرسلت لها كيندا تسجيلات صوتية تذكر فيها معلومات أمنية عن الوضع في لبنان تتعلّق بشكل خاص بتأثير حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على الوضع فيه، وبتاريخ 2020/1/2 عند الساعة ١٢،٢٤،١٠ فجراً أرسلت كيندا رسالة لرولا تقول فيها إنّها تعمل مع الاتحاد الأوروبي في غرفة أمنية تستر نفسها بستار المراقبة الدولية،
وأنّ كيندا تواصلت عبر واتسآب مع رقم تحفظه تحت إسم “Mhamad Twitter” بتاريخ 2020/1/5 حيث قالت إنّها لا تخاف من توقيفها، وإنّه في حال حصل ذلك، فبعد خروجها من السجن ستعمد إلى كتابة تقارير ضدّ مخابرات الجيش من أصغر عنصر فيها حتّى أكبرهم، ترفعها إلى السفارة الأميركية والخزينة الأميركية، تقول فيها إنّ المخابرات سلّمت المعلومات التي أخذتها منها إلى حزب الله،

وأنّ كيندا كانت قد أدلت لدى التحقيق الأوّلي معها بأنّها أطلعت أحد ضبّاط قوى الأمن الداخلي، العقيد جوزف مسلّم، عن تلقيها رسائل من الإسرائيلي روي قيس، وهي كرّرت ذلك لدى التحقيق الاستنطاقي معها،
وكانت كيندا قد أدلت لدى التحقيق الأوّلي معها أنّ روي كان قد تواصل معها وطلب منها تصوير فيديو تعرض فيه الكنائس اليهودية الموجودة في لبنان وتشرح تاريخها ومواقعها بهدف نشر ذلك على القناة /١١/ الإسرائيلية، وأنّها رفضت عرض روي وأبلغته أنّها ستتعرّض للملاحقة في حال وافقت على عرضه، لتعود وتطلع العقيد مسلّم على حصول هذا التواصل،
وهي أكّدت لدى التحقيق الاستنطاقي معها أنّها تابعت التواصل مع روي بعد إطلاعها العقيد مسلّم على وجود هذا التواصل (على فرض صحّة ما أدلت به لناحية إطلاعها العقيد مسلّم على وجود تواصل بينها وبين روي) بذريعة أنّها رغبت بكشف شبكة تجسّس إسرائيلية في لبنان، وأنّ هذه المتابعة تمّت دون أيّ تكليف ودون أيّة حماية قضائية من النيابة العامة التمييزية، كما كانت أدلت لدى التحقيق الأوّلي معها أنّها تابعت التواصل مع روي بعد إطلاع العقيد مسلّم على وجود هذا التواصل، لكنّها لم تبلغ العقيد المذكور بمتابعتها لهذا التواصل،
ولدى الكشف على حاسوب يعود لكيندا تبيّن أنّها تحوز ملفاًّ بعنوان: “اجتماع الغرفة الأمنية بين الاتحاد الأوروبي والسفارة الأميركية في لبنان”، ويتمحور هذا الملفّ حول اجتماع عقد في السفارة الأميركية حضره المدعى عليه شربل الحاج ولبناني آخر يدعى مايكل مكاري (أي ميشال أنطوان المكاري الذي كانت كيندا قد عرضت عليه أيضاً إجراء المقابلة مع روي)، نوقش فيه الوضع الإقتصادي اللبناني ومحاولة رسم طريق للوضع السياسي فيه بالتركيز على دور حزب الله والتيّار الوطني الحرّ،
وأنّ كيندا أدلت لدى التحقيق الاستنطاقي معها أنّها تمكّنت من الحصول على هذا المستند رغم سرّيته كونها ناشطة سياسية وأنّها لا تريد ذكر الجهة التي مكّنتها من الحصول عليه،
وأنّه خلال التحقيق الاستنطاقي تمّ الإستماع إلى شهادة بندر الخطيب، شقيق كيندا، الذي أدلى أنّ شقيقته لم تفارقه لحظة طوال وجودهما سوية في الأردن رغم أنّ المدعى عليها كيندا أقرّت بنفسها مثلاً أنّها قصدت منطقة البحر الميت للقاء ياسر الكندري والتقت به هناك على مدى أربع ساعات في فندق الهيلتون،
وأنّ الشاهد أكّد أنّ رقم هاتفه هو ٠٣٥٧٥٣٥٤ وأنّه فعّل عليه تطبيق واتسآب خلال وجوده في الأردن، لكنّه أنكر تحادثه مع كيندا بشأن قبضها لأتعاب بشهر شباط مدلياً أنّ هذه المحادثة لم تحصل، نافياً بذلك دليلاً مادياً أظهره التحليل الفنّي!
ثانياً: في الأدلة:
تأيّدت هذه الوقائع:
– بالإدعاء والتحقيقات الأوّلية والاستنطاقية،
– بأقوال المدعى عليها كيندا الخطيب،
– بإفادة الشاهد بندر الخطيب،
– بإحالات المديرية العامة للأمن العام كلّها تحت رقم ١٥٥٨٩/ س بتواريخ 2020/6/23 و 2020/6/24 و2020/7/8،
– بالأقراص المدمجة،
– بمجمل الأوراق،
ثالثاً: في القانون:
حيث يتبيّن من الوقائع المساقة أعلاه وبالأدلّة المؤيّدة لها، أنّ المدعى عليها كيندا الخطيب تواصلت مع عملاء العدوّ وهما الصحافي روي قيس والمدعوة جوليات، وهي على بيّنة من أمرهما، ما يوجب اتهامها بجرم الخيانة بموجب المادة /٢٧٨/ عقوبات،
وأنّ المدعى عليها دخلت أراضي العدوّ دون إذن ما يوجب الظنّ بها بموجب المادة /٢٨٥/ عقوبات الفقرة الثانية منها،
وأنّ المدعى عليها أجرت مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، وساعدت الصحافي الإسرائيلي روي قيس لإجراء مقابلة تلفزيونية مع شخص لبناني، وحاولت تأمين مقابلة له مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، وقدّمت له النصيحة حول كيفية الإضاءة على العلاقة بين لبنان وإسرائيل من أجل تحسين صورة العدوّ لدى اللبنانيين، وهي مكّنت فعلاً المدعى عليه شربل الحاج من إجراء مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، بل كانت هي المنسّق بينه وبين الصحافي الإسرائيلي روي قيس، ما يوجب اتهامها بموجب المادة 7/1 من قانون مقاطعة إسرائيل، واتهامها بموجب المادة عينها معطوفة على المادة /٢١٩/ عقوبات، كما يوجب اتهام المدعى عليه شربل الحاج بموجب المادة /٢٧٨/ عقوبات والمادة 7/1 من قانون مقاطعة إسرائيل، (وليس 5/1 كما ورد في ورقة الطلب وفي المطالعة بالأساس لأنّ المادة /٧/ من قانون مقاطعة إسرائيل هي التي تحدّد عقوبة مخالفة أحكام المادة /١/ من هذا القانون، في حين أنّ المادة /٥/ تتعلّق بالسلع التي تنزل إلى أراضي لبنان أو تمرّ عبرها والتي تكون باسم إسرائيل أو أحد الأشخاص أو الهيئات المقيمين فيها)،
وحيث تبيّن أيضاً أنّ المدعى عليها كيندا الخطيب قدّمت معلومات أمنية عن لبنان لدول أجنبية، منها الإتحاد الأوروبي (عبر عملها مع غرفة أمنية تحت ستار مراقبة دولية) والكويت (عبر ياسر الكندري)، فينطبق عليها وصف الجاسوس ويوجب اتهامها بموجب المادة /٢٨٣/ عقوبات الفقرة الثانية منها،
وحيث لا عبرة لما أدلت به المدعى عليها كيندا الخطيب لناحية إطلاعها العقيد في قوى الأمن الداخلي جوزف مسلّم على وجود تواصل بينها وبين الإسرائيلي روي قيس، لأنّ هذا الإطلاع تمّ بعد وقوع التواصل فعلاً بين روي وكيندا، أيّ بعد ارتكابها لهذا الفعل المجرّم، ولأنّ كيندا تابعت هذا التواصل دون وجود أيّ تكليف قضائي لها بذلك ودون أيّة حماية من النيابة العامة التمييزية فلا يقبل منها أن تدلي أنّها كانت تسعى لكشف شبكة تجسّس إسرائيلية في لبنان، ويبقى فعلها مجرّماً،
أضف إلى أنّ تواصل كيندا مع عملاء العدوّ الإسرائيلي لم يقتصر على روي قيس، بل شمل أيضاً المدعوة جوليات،
لذلك
نقرّر وفقاً وخلافاً للمطالعة،
أوّلاً: اتهام المدعى عليها كيندا محمّد الخطيب بموجب المادة /٢٧٨/ عقوبات، واتهامها بموجب المادة 7/1 من قانون مقاطعة إسرائيل، واتهامها بموجب المادة عينها معطوفة على المادة /٢١٩/ عقوبات، واتهامها بموجب المادة /٢٨٣/ عقوبات الفقرة الثانية منها، وإصدار مذكّرة إلقاء قبض بحقّها، والظنّ بها بموجب المادة /٢٨٥/ عقوبات الفقرة الثانية منها.
ثانياً: اتهام المدعى عليه شربل فريد الحاج بموجب المادة /٢٧٨/ عقوبات، واتهامه بموجب المادة 7/1 من قانون مقاطعة إسرائيل وإصدار مذكّرة إلقاء قبض بحقّه.
ثالثاً: إيجاب محاكمة المدعى عليهما المذكورين أمام المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت وتكبيدهما النفقات القانونية كافة.
رابعاً: إحالة الأوراق جانب النيابة العامة العسكرية لإيداعها المرجع الصالح.
قراراً صدر في بيروت بتاريخ 2020/8/28
“محكمة” – الأربعاء في 2020/9/2
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يمنع منعاً باتاً نسخ أكثر من 20% من مضمون الخبر، مع وجوب ذكر إسم موقع “محكمة” الإلكتروني، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!