طرائف وأشعار

مواقف وطرائف القضاة والمحامين: القبل الثلاث ودفع الأجرة عن زرابة المكتبة/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
كان أحد أقرباء المحامي طانيوس رزق، نجّارًا تتنافس لديه شهرتان: الأولى في الجودة وإتقان العمل، والثانية في التأجيل وعدم دقّة المواعيد. وفي آذار 1986 تحطّمت إحدى خزائن الكتب في منزل المحامي رزق نتيجة انفجار سيّارة مفخّخة. وكان لا بدّ من نقل المكتبة لإصلاحها في المنشرة. وتوالت وعود النجار من شهر لآخر. وبعد أكثر من سنة، قام “بزيارة تقليدية” لتفقّد المكتبة وما ان لمحه قريبه حتّى بدأ يعتذر عن عدم تمكّنه من إصلاحها ويقدّم موعدًا جديدًا، فقال له رزق:”لا داعي للإعتذار أبدًا فأنا آت لا لأعاين وضع المكتبة، بل جئت لأقوم بواجب دفع الأجرة عن “زرابتها”.
ويوم الأحد في 1987/11/1، حضر المحامي طانيوس رزق حفل زفاف إبنة قريبة النجّار (الشهير بالتأجيل وعدم دقّة المواعيد) وعند تقديم التهاني في الكنيسة قال له:”يا عم بو نزيه، لقد تردّدت كثيرًا في الحضور “فسأله مستغربًا عن السبب، فقال له:”كنت سأحضر إلى الكنيسة يوم الأربعاء أو الخميس القادمين، إذ قلت في نفسي:
– هل يمكن للعم بو نزيه أن يعطي موعدًا ويتقيّد به من المرّة الأولى؟
***
تحت شجرة العدلية
يتمتع الوزير السابق المحامي فؤاد بطرس بذكاء حاد وقوّة ذاكرة، ففي مقابلة أجراها معه المحامي إيلي مشرفاني في مجلّة النشرة – قصر العدل، يخبر المحامي فؤاد بطرس عددًا من الطرائف وما حصل معه يوم كان وزيرًا للعدل فيقول:
كان إميل لحود وجان جلخ صديقين حميمين ولكن سياسيًا كان الأوّل دستوريًا والثاني ينتمي إلى الكتلة الوطنية. وفي العديد من المناسبات كان يستفزّ أحدهما الآخر للمداعبة والتحدّي والمناظرة. كلّ ذلك بروح رياضية مرحة قلّ مثيلها. في إحدى الجلسات تحت شجرة قصر العدل الشهيرة أحبّ إميل لحود إثارة جان جلخ إذ كان لجان جلخ زبائن عدّة من الطائفة اليهودية كبنك “زلخا” وغيره، فقال لحود لجلخ:”أنت تتاجر باليهود، فردّ عليه الأستاذ جلخ فورًا بالبيتين الآتيين:
عيد حسابك يا لحود             بقولك هيدا غلطان
ناس بتاجر باليهود              وناس بتاجر بالاوطان
***
التدخين موت بطيء
تروي المحامية أرليت قرطباوي عن أحدهم أنّه شاهد صديقه يحمل سيكارة فبادره قائلًا:
– ألا تعلم أنّ التدخين هو موت بطيء؟
فأجابه قائلًا:
– أنا مش مستعجل؟
***
نختار الإيمان لا الدين
كتب المحامي حسين فياض ما يـأتي:أحد منا لم يختر دينه، إنّما يختار إيمانه. الدين شيء والإيمان شيء آخر. الله سبحانه، هو ربّ العالمين وليس لدين دون آخر، لذا…الإنسانية هي الواحة الفسيحة التي تجمع كافة الأديان في بوتقة الإيمان بالله الواحد…وهكذا يجب أن نكون في لبنان، ومن هذا المنطق كانت منهج الإمام الصدر ومسيرته التي كانت تجمع ولا تفرّق، تقرّب ولا تبعد، تقبل الآخر وتتقبّله.
ولو كان النائب المرحوم بيار حلو حيًّا، لكان قال عن مسيرة الإمام وفكره الكثير.
التحيّة لك شيخ ناضر على هذه الصورة التي وضعتها على صفحتك في الوقت المناسب لتكون عبرة لمن لا يعرفون قيمة العيش الواحد… أشدّد على كلمة العيش وليس التعايش كما يحلو للبعض القول.
***
القبل الثلاث
يروي المحامي حسين فياض، أنّه في إحدى زياراته إلى القاهرة كان في استقباله أحد أصدقائه المحامين المصريين، وعند وصوله سلّم عليه صديقه المصري وقبّله قبلتين وهي عادة المصريين، إلّا أنّ الأستاذ فيّاض قبّله ثلاثًا قبل وهي عادة اللبنانيين.
فسأله زميله المصري: لماذا أنتم في لبنان تقبّلون ثلاث قبل؟ ونحن نقبّل قبلتين، ولكي لا يحرج إخترع له الأستاذ فيّاض جوابًا وقال: كلّ قبلة عندنا لها دلالة… ثلاث قبل تعني الثالوث المقدّس، الأب، والإبن، والروح القدس.
“محكمة” – الثلاثاء في 2021/3/30

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!