طرائف وأشعار

الأمن العام يضبط “مؤامرة” ميشال إده مع الملوخية/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار*:
على اثر المقابلة التلفزيونية التي أجريت معه من قبل الصحافي المرحوم جبران تويني على محطة “L.B.C.” قبيل انتخابات رئاسة الجمهورية، صدر كتيّب صغير يلخّص أقوال الوزير السابق المحامي ميشال إده الذي روى ما أسماه مؤامرة الملوخية. يخبر:
“قال لي العشّي جورج إنّه يريد أن يطبخ لي الملوخية. فطلبت منه عدم تسقيطها ما لم أقل له ذلك تجنّباً لإفسادها ولئلاّ تسوّد. يومذاك غادرت مكتبي في وزارة الإعلام إلى منزلي. في الطريق اتصلت بجورج من سيّارتي وقلت له ألاّ يسقطها بسبب القصف عند معبر المتحف (إبّان الاجتياح الإسرائيلي وحصار بيروت)، قصدت رأس النبع فمُنعت أيضاً من العبور بسبب القصف. إتصلت بجورج وقلت له:”لا تسقطها”. إتجهت إلى المرفأ فأذِن لنا الحاجز الإسرائيلي بالعبور. وفي محلّة جسر الباشا أزمة سير خانقة بسبب تدهور قافلة عسكرية إسرائيلية. إتصلت بجورج “لا تسقطها” بعد 20 دقيقة أصبحت في الحازمية. إتصلت به “سقّطها” كان في حسابي أنّه الوقت الكافي لتنضج على النار. وهكذا حصل. أكلت يومها أطيب أكلة ملوخية في العالم. نمت ساعة بعد الغداء حتّى أهضم. أفقت فأبلغت أنّ الرئيس سركيس إتصل بي والعقيد جوني عبده والأمير فاروق أبي اللمع. إستغربت. إتصلت بفاروق فسألني ماذا عندي لأبلغه. قلت: لا شيء. سألني مجدّداً. قلت: لا شيء، لأنّني لا أزال أهضم. قال لي: ما الذي كنت تريد إسقاطه ومن هو جورج الذي طلبت منه ألاّ يسقطه؟ فهمت عندها قصده وشرحت له قصّة الملوخية. فانفجر ضاحكاً وقال لي أنّ المسؤول عن التنصّت في الأمن العام “حسين” إلتقط لي مكالمة من سيّارتي مع جورج ، أطلب إليه أن يسقط شيئاً ما، فاستنتج الموسوي أنّه صاروخ أو ما شابه، وسأله هل يثق بي لأنّي ضالع في مؤامرة ضدّ الرئيس سركيس. توجّهت لتوي غاضباً إلى عند الرئيس سركيس الذي كان عرف من فاروق القصّة وبادرني: من الأساس لم أشكّك فيك. قلت له: بعد ناقص تشكّك فيي! وعم تربّحني جميلة؟ بهالبلد ما بيقدر الواحد ياكل ملوخية متل ما بدو”؟
* * *
“لو بتشوفي اللي تحت القنطرة”
يروي النائب المحامي أوغست باخوس طرفة مفادها أنّ أحد الأشخاص الذي كان أصمّاً وأخرساً وعنده عدّة عاهات في بلدة معيّنة، علم كاهن بلدته أنّ هناك فتاة في جرود البترون يرغب أهلها بتزويجها. فجعل ابن بلدته يركب الحمار وذهب وإيّاه إلى بلدة العروس، إلاّ أنّه خاف من إنزاله عن الحمار وإدخاله منزل العروس حتّى لا تقع مشاكل مع أهلها إذا وجدوه دون المستوى بكثير. فأوقف الحمار تحت “قنطرة” قرب المنزل وصعد إلى منزل العروس. وما ان طرق الباب ودخل وأخبر والدة العروس بأنّ لديه عريساً حتّى وافقت فوراً ومن دون أيّة شروط أو ما شابه. وفي الطريق كانت والدة العروس التي تدعى منطرة تغنّي وتقول:
– أويها بلفناكم بمنطرة
فيجيبها الكاهن وهو يغنّي أيضاً:
– آويها ولو بتشوفي اللي تحت القنطرة.
* * *
الاتكال على أضعف إثنين في لبنان
إلتقيت المحامي الالمعي مطانيوس عيد في بداية العام 1992 فقال لي: يحضر الموكل ويقول لي: اتكالي على الله وعليك.
فأقول له فوراً: رح تخسر الدعوى لأنّك اتكلت على اضعف اثنين في لبنان الله وأنا.
وأضاف:
لقد كنت أقول دائماً إنّ الموكّل المزعج عنده ثلاث صفات:
– عقله صغير
– مصرياتو قلال
– ودعواه مشربكة
* * *
فيلم اميركي طويل
كان أحد الزملاء المحامين يترافع أمام محكمة جنايات القتل في بيروت في فصل الصيف، والحرّ في الخارج والداخل شديد. عندما أطال في مرافعته التي بقيت أكثر من ساعة ونصف الساعة، حيث بدأ العرق يتصبّب من الجميع. وعندما وصل في مرافعته إلى مقطع يقول فيه:
– سيّدي الرئيس. البارحة حضرت فيلماً أميركياً. قاطعه رئيس المحكمة المرحوم حسن قوّاص مبتسماً وقال له:
– إن شاء الله ما يكون طويل يا استاذ.
* * *
دع الأيّام تفعل ما تشاء
يستذكر المحامي الشيخ بشير عيسى الخوري كلاماً عميقاً للامام الشافعي حيث يقول:
دع الأيّام تفعل ما تشاءُ                       وطب نفْساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجزعْ لحادثة الليالي                      فما لحوادث الدنيا بقاءُ
وكن رجلاً على الأهواء جلداً              وشيمتك السماحة والوفاءُ
وإنْ كثُرتْ عيوبك في البرايا             وسرّك أن يكون لها غطاءُ
تستّر بالسخاء فكلّ عيب                    يغطّيه كما قيل السخاءُ
ولا تر للأعادي قطّ ذلاً                        فإنّ شماتة الأعداء بلاءُ
ولا ترجُ السماحة من بخيل               فما في النار للظمأن ماءُ
ورزقك ليس ينقصه التأنّي             وليس يزيد في الرزق العناءُ
ولا حزنٌ يدوم ولا سرور                    ولا بؤسٌ عليك ولا رخاءُ
إذا ما كنت ذا قلب قنوع                 فأنت ومالك الدنيا سواءُ
ومن نزلتْ بساحته المنايا               فلا أرضٌ تقيه ولا سماءُ
وأرض الله واسعة ولكنْ                 إذا نزل القضا ضاق الفضاءُ
دع الأيّام تغدو كلّ حين                   فما يغْني عن الموت الدواءُ
* * *
متى تعرف أنّك تائه
كتب الكاتب الكبير أمين معلوف ما يأتي:
متى تعرف أنّك تائه؟
عندما تقف في بلادك،
وعيناك ترنو إلى بلاد أخرى،
عندما تبقى في بلادك،
وعيناك على مستقبل تراه مستحيلاً،
عندما تبقى في بلادك،
وعيناك على ماض لن يعود أبداً.
* القضاة والمحامون.. مواقف وطرائف
“محكمة” – الأحد في 2019/7/21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!