طرائف وأشعار

الضابط يطلب “لفلفة” القضيّة والقاضي يحكم/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
يقول النقيب الشيخ ميشال خطار إنّ نقابة المحامين في بيروت هي من أعرق النقابات وأكثرها أهمّية بخاصة وأنّها تضمّ أكثر من عشرة آلاف محام، في حين أنّ بعض النقابات في دول العالم لا تضمّ أكثر من عدّة محامين. وفي هذا المجال يقول إنّه التقى مرّة نقيب محامي منطقة في سويسرا وأبدى اهتمامًا شديدًا به فقال له النقيب السويسري:
– خفّف عنك يا صديقي فنحن لسنا سوى ثمانية محامين وأنا واحد منهم.
Ne vous emballez pas me. khattar nous ne sommes que huit y compris moi-même.
ويضيف الشيخ ميشال “أنّ البعض يتوق دائمًا إلى المركز الأعلى، بمعنى أنّ المحامي قد يتوق إلى أن يكون عضوًا في نقابة المحامين والعضو في النقابة قد يتوق إلى مركز نقيب ثمّ مركز وزير…الخ. وفي هذا المجال يقول إنّ المحامي فريد قزما قد انتخب نقيبًا للمحامين ثمّ عيّن وزيرًا. وعندما سئل عمّا إذا كان يترشّح لمركز رئيس الجمهورية قال:
– بالطبع لا، لأنّه لا يوجد مركز أعلى منه أتوق إليه.
ويختم النقيب خطار بالقول إنّ نقيب المحامين يجب أن يعمل لنقابته وألّا يفكّر بالمراكز الأخرى التي قد تحدّ من نشاطه وتجعله غير قادر على اتخاذ المواقف التي يجب اتخاذها في بعض الأحيان.
وعلى صعيد القضاء، يعتبر النقيب خطار أنّ القضاء والمحاماة لا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما البعض، وأنّ القاضي يجب أن يكون مثل إمرأة القيصر ويجب تحسين أوضاعه المعيشية وتسليمه المركز الذي يليق به لأنّه يحكم باسم الشعب اللبناني، ولكي يستطيع الحكم يجب أن يكون في وضع يسمح له بذلك من دون أيّة مداخلات سياسية أو حزبية أو ما شابه ولذلك يجب تأمين الضمانات اللازمة له والتي تجعله بمنأى عن أيّة مداخلات أو انتقامات.
ويروي النقيب خطار على لسان الوزير السابق المحامي فؤاد بطرس أنّه على أيّام المحاكم المختلطة كان هناك قاض فرنسي عرضت عليه قضيّة موظّف فرنسي ارتكب جرمًا معيّنًا في لبنان، وجاء أحد الضبّاط الفرنسيين يطلب منه لفلفة القضيّة لأنّ الأمر متعلّق بشرف فرنسا، فأجابه القاضي الفرنسي:
– حضرة الكوميسير، حضرة الجنرال، أنا أسهر على تطبيق العدالة في لبنان.
وحكم على الموظّف الفرنسي.
***
عنده ألف حجّة على وجود الله
ونقيب المحامين في بيروت الشيخ ميشال خطّار يتحلّى بالعلم والمنطق والثقافة، كما يتحلّى بروح النكتة السريعة.
يقول إنّ أحد العلماء قديمًا حضر إلى بغداد فركض الناس لاستقباله بحرارة إلّا إمرأة بقيت جالسة في مكانها. وعندما نهرها أحدهم وسألها عن سبب عدم قيامها من مكانها لاستقبال العالم، قالت له مستفسرة:
– لماذا أقف لاستقباله؟
فأجابها:لأنّ هذا العالم عنده 1000 حجّة على وجود الله.
فقالت له وهي تنظر إليه بسخرية: لن أستقبله لأنّه لو لم يكن عنده 1000 شكّ بوجود الله لما كان فتّش عن 1000 حجّة على وجوده.
***
الأطرش في الغرفة المجاورة
يقول الأب الرئيس جان دوكريه إنّ سمع أحد الأساتذة الفاحصين الأستاذ قرداحي كان ضعيفًا وكان الطلّاب يحضرون إلى عنده ويتمتمون بسرعة بشكل يظهر وكأنّهم درسوا جيّدًا فيضع لهم علامة جيّدة. إلى أن حضر أحد الطلّاب وجلس قبالة الأستاذ إميل تيّان بعد أن اعتقد بأنّه هو الأطرش، وبدأ يتمتم بسرعة وهو يقول صلاة الأبانا والسلام وفعل الندامة.
فتركه الأستاذ تيّان حتّى انتهى من ذلك ثمّ قال له: أشكرك على الصلاة، إنّ الأستاذ الأطرش هو في الغرفة المجاورة.
***
عمري ألف عام
في كتابه الشيّق “عمري ألف عام” يسأل المحامي والشاعر عبدالله الأخطل الخوري عن سبب إطلاقه اسم عمري ألف عام على مجموعته وهل سيعيش ألف عام؟ فيجيب: إنّ من يرث التراث يجمع الأعمار، ولا أعتقد أنّ طفلًا يولد وعمره أقلّ من ثلاثة ملايين سنة، فأنا كنت متواضعًا جدًّا عندما اكتفيت بألف عام.
“محكمة” – الثلاثاء في 2021/7/27

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!