مقالات

العولمة وانعكاسها على الإحتكار الإقتصادي/ فاديا بيضون

الدكتورة فاديا بيضون:
مفهوم العولمة هو من المفاهيم التي دعت إليها الولايات المتحدة الأميركية والتي بدورها تعني من الناحية اللغوية جعل الشيء على مستوى عالمي، أيّ نقله من حيّز المحدود إلى اللامحدود.
والعولمة هي إحدى صور الرأسمالية التي تواكب التطوّرات التكنولوجية من ثورة المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية إلى أجهزة الحاسوب الالكترونية وشبكة الانترنت.
قامت العولمة بالدعوة إلى التكامل الإقتصادي وذلك بطريقين أساسيين:
الأوّل: تطوير التكنولوجيا فتستطيع الشركات بذلك تنسيق الأنشطة الاقتصادية في مواقع مختلفة بطرق تتسم بفاعلية الكلفة.
الثاني: عبر السياسات الاقتصادية العالمية التي أدّت دورًا مهمًّا في اندماج الاقتصادات عن طريق خفض الحواجز المصطنعة أمام حركة السلع والخدمات ورأس المال، وذلك بمساعدة اقتصاديين فاعلين (مؤسّسات وشركات متعدّدة الجنسية). وبعد أن تطوّرت وسائل الاتصالات والمعلومات وألغيت الحدود بين الدول، أنشئت الشركات المتعدّدة الجنسية التي أحكمت سيطرتها على الاقتصاد العالمي عن طريق استخدامها لكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل الوصول إلى هدفها، فعملت على تنويع نشاطها مؤمنة بالحكمة القائلة:إنّ البيض لا يوضع كلّه في سلّة واحدة، وهي تستند إلى اعتبار اقتصادي مهمّ وهو تعويض الخسارة المحتملة في نشاط معيّن بأرباح تتحقّق من أنشطة اخرى، وتعمل على تنوّع أسواقها للسبب ذاته.
بفضل نشاطاتها المتنوّعة، أصبحت هذه الشركات ترسم السياسات الاقتصادية الداخلية والخارجية التي ساهمت في ترابط العلاقات الاقتصادية والإنتاجية وتشابكها على الصعيد العالمي وهيمنة نمط الإستهلاك على العادات والتقاليد والثقافات المحلّية. بعد هذا كلّه لا غرابة بأن نجد شركات وراء اتفاقات الجات ومنظّمة التجارة العالمية وإقامة التكتّلات الإقتصادية لغرض فتح أسواق في دول العالم لتسويق منتجاتها، فمن يقتحم الأسواق العالمية لا يريد أن تعوّقه حدودٌ إقتصادية حتّى مع بقاء الحدود السياسية وهذا هو الهدف الذي تصبو إليه هذه الشركات.
العولمة ساعدت على نشوء هذه الشركات وساعدت على الإحتكار وانعدام العدالة الإجتماعية والإقتصادية ، لأنّ هذه الشركات سيطرت على اقتصاد العالم واحتكرت السلع وهي مستعدّة لفعل المستحيل في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها من أجل زيادة أرباحها، وهذا ما ساعد على وجود مائة شركة تفرض سيطرتها على النظام العالمي وتفرض قوانينها عليه، ومعظم هذه الشركات أميركية المنشأ نذكر منها : “فورد”، “جنرال الكتريك”، و”شل”. إنّها الهيمنة التي سعت أميركا إلى تحقيقها من خلال ابتكارها لمفهوم العولمة.
المصادر والمراجع القانونية:
1. العولمة والتحدّيات الاقتصادية – مجلة الحقوق – العدد الأوّل- آذار عام 2002- مجلس النشر العلمي الكويت- ص 28 وما يليه.
2. د. خيري سعاد – العولمة – دار المحجّة البيضاء عام 2000- ص 13.
3. عتريسي جعفر – العولمة والعالم – دار المحجّة البيضاء – ص 41- عام 2001
“محكمة” – الإثنين في 2021/3/8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!