أبرز الأخبارمقالاتميديا

القاضي سانيا نصر: لا أبداً ما “هيك العدل بدو”

كتبت القاضي سانيا نصر قراءة نقدية للعمل الفنّي “هيك العدل بدو” الذي أدّته الفنانة ميا حدّاد من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان إيلي العليا، في حفل افتتاح السنة القضائية يوم الجمعة الفائت. وشملت هذه القراءة الموضوعية منحوتة “سيّدة العدالة اللبنانية” للنحّات رودني رحمة.
وخلصت القاضي نصر إلى ضرورة وضع مثل هذه الأعمال الفنّية المتعلّقة بمناسبات مماثلة بإشراف جهة متخصّصة علمياً وفنّياً وأكاديمياً، وذلك من أجل أن يأتي العمل الفنّي على مستوى الحدث المعني وموازياً له في القيمة والرقي.
وهنا النصّ الحرفي لما كتبته نصر:

“قول في الميزان .. نقد في الإيجاب ..
والغيرة غيرة أهل البيت وأولياء الشأن ..
من هنا من لدن هذا الصرح المهيب،
يستصرخني صوت العقل والعلم والوجدان والضمير …
تستصرخني آلهة العدل والحكمة والمعرفة ..
تستصرخني، تردّدات وَقْع أزمنةِ الرفعة والمهابة ..
أسماء ومآثر، بها تضجّ أنسامٌ هائمة في أرجاء الذاكرة النقية
من هنا من لدن الوعي والحرص والنهج والالتزام، يُسمع دويٌّ ..
يكاد يزلزل المكان والزمان !!

بئس الأصداء .
بِئْس الكلمة يا نزار فرنسيس ..
بِئْس اللحن يا ايلي العليا ..
بئس الأداء يا ميا حداد .. ورفاقها ..
بئس النجارة يا رودي رحمة ..
..
لا أبداً ما (هيك العدل بدو) !
فَـهامة العدل، وهامة المكان، وجلّ الهامات ها هنا أرفع أرفع شأناً !
في مثل هذا المقام لا بدّ من أن يرقى النحت (صوغاً ورمزية)، إلى سوية الموقف، لا بدّ من أن يرقى النشيد (كلمة ولحناً أاداء) إلى مستوى المناسبة ..
لا بدّ من أن يليقا بالقامة الولائية .. والقامة القضائية .
والمعيار؟! كفّة الميزان ذاته !

إذاً !
عذراً أيها الحضرات ..
عذراً فنحن حيث نحن .. في محراب العدل والقانون والالتزام :
الكلمات المركّبة المفتعلة الركيكة، لا تليق ..
هشاشة النظم والتعبير، لا تليق ..
سذاجة اللحن البدائي المستهلك الملطوش من هنا وهناك، لا تليق ..
لا يليق ما أنتجه كلّ هذا من حضور هزيل متواضع للأداء !!
لا يليق حفرٌ مقزّم لسيّدة عدل، ملبننة .. معدّلة .. منقور كيفما اتفق في الخشب، كحفر (الموبيليا)، فتغدو لغته المسمّاة فنّية، لغةً خشبية!
ها هنا البخس والرخيص سواء في المعنى أم في المبنى .. لا يليق!!…
عذراً أيّها الحضرات ..
فهنا قصر العدل !
هنا بيروت أمّ الشرائع !!
هنا موضع الميزان !!!
هنا يليق الغالي والنفيس !!

العدل سيمفونية السماء على الأرض .. ورجع عدالتها …
في هذا المِحْراب، حيث لا صوت يعلو على صوت الحقّ، من غير المسموح أن يعلو صوتٌ حتّى في الفنّ ، أيّ فنّ من الفنون، إلاّ كفعل رُقيّ وارتقاء واتزان ورفعة وذوق وأصالة وصدق وإتقان وعلم واحتراف وإبداع واحترام وإجلال !

فبربّكم أعلِمونا عن جهة الإشراف الفنّي العريقة .. أو أقلّه الجهة الاستشارية المتخصِّصة أو الضليعة في هذا الشأن الجلل ها هنا؟!
أعلِمونا من أحدث ما أحدث في هذه المناسبة المكيّفة (حدثاً) المكيّفة (وازنة)، من خلل؟!”.
“محكمة” – الأحد في 2017/10/29

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!