طرائف وأشعار

القضاة والمحامون مواقف وطرائف: الاونروا شاب محترم/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
رجل العدل والقانون والمنطق
على اثر وفاة النائب المحامي شاكر ابو سليمان، كتب المحامي حنا انطوان تابت الذي تعاون معه في المكتب، كلمة ومما جاء فيها: …اوليس لي وانت المنهل الذي منه اغرقت كأسي وشربت، من العلم حتى الارتواء…اوليس لي يا سيدي، ان اكتب كلمة، فيها من الوفاء ما يبرد ما بي من الاسى على الرجل العظيم الذي رحل، ويختصر في الزمن، سنوات خمسا، رافقت فيها شخصك، بكل ما فيه من عبقرية المهنة وسمو الشمائل والمكانة والمزايا…
اعطيتني من خبرتك الطويلة، في المرافعات والمدافعات، في القضايا المحقة، وفي نصرة المظلوم وردع الظالم.
علمتني ان اقبل بالخسارة، فمن دونها لا لذة في ولوج النجاح وقلت لي، في المحاماة، ان المحامي الجيد هو الذي يقرب الناس ولا يبعدهم.
….ما احبك الى القلوب وانت تقول والوطن يدعوك الى خدمته:
“هذه هي ارادة الناس، وماذا عساي افعل، قمت بواجبي ، خدمت بلادي، واذا ما دعيت الى الخدمة مرة جديدة فلن اتواني”
…وابدا، ستبقى لي، رجل العدل والقانون والمنطق.
* * *
مين بتشبه هالحية
يروي المحامي سامي ابو جوده ان امرأة كانت برفقة زوجها عندما رات حية فصرخت:
– يا ماما
فقال زوجها:
– انا عم قول مين بتشبه هالحية.
* * *
المحامي طانيوس رزق
يتحلى المحامي طانيوس رزق بالذكاء، والفطنة، وبروح الدعابة. وهو بالاضافة الى كل ذلك سريع البديهة، مرهف الاحساس.
وتأكيدا على ذلك، نورد مجموعة من طرائفه المتنوعة.
دله عليّ
كان العامل في مرآب قصر العدل ينادي المحامي طانيوس رزق قائلا خطأ “استاذ جوزيف” وتكرر الامر مرات عدة فقال له:”يا بو الياس، بتناديني استاذ جوزيف” مش مشكلة، انا برد عليك، لكن اذا سألك احد عن المحامي طانيوس رزق، فدله علي.
* * *
حريص على حياتها
العام 1986 كان المحامي طانيوس رزق يتحدث الى احدى زميلاته فابلغته ان صديقة مشتركة قالت لها في معرض حديث عن الزواج:”اذا تزوجت من طانيوس، اقتلك”. واضافت تسأله تعليقه على هذا الكلام. فأجابها بلهفة:”انا حريص جدا على حياتك، وارفض ان اجعلها موضع تهديد”.
* * *
الوقت يمر بسرعة
كان احد القضاة في بيروت بطيئاً في ادارة الجلسات بحيث كانت تدوم كل جلسة حوالي الربع ساعة، مما اثار امتعاض المحامين وتأففهم من هذا الوضع، فعلق المحامي اميل جورج ساروفيم قائلا:”باعتقاده انه ليس بطيئا ولكن الوقت يمرّ بسرعة”.
* * *
ساعة القصر المتوقفة
يروي المحامي قيصر اوغست باخوس انه زار تركيا منذ فترة، وان قصر دولما باتشي يقع في اسطنبول، وان جميع ساعات القصر متوقفة على الساعة التي توفي فيها الزعيم التركي وابو الاتراك اتاتورك.
* * *
بتبلش الدعوى وهو شاب
اثناء حضورنا احدى الجلسات امام محكمة التمييز العليا الناظرة في قضايا الايجارات برئاسة القاضي الدكتور عفيف شمس الدين في العام 2002، دخل المميز وهو يتكئ على عصا وبلغ مرحلة متقدمة من العمر فبادره الرئيس شمس الدين: شو عالعصا يا عم؟ فأجابه وكيله المحامي نديم حاطوم قائلا:
– بتبلش الدعوى وهو شاب وتنتهي امام محكمة التمييز وهو على العصا.
علما ان الدعوى بدأت في العام 1981 وكانت لا تزال عالقة في العام 2002.
* **
تبليغ الاونروا
يروي المحامي اميل عطالله ان احد المتقاضين طعن مرة بصحة تبليغ، فاستدعى القاضي المباشر وسأله: هل انت ابلغت الاونروا؟
اجابه: نعم.
سأله القاضي: صفه لنا.
فأجابه المباشر: انه شاب محترم وكريم وتبلغ بكل طيبة خاطر.
علما بأن الاونروا مؤسسة عالمية.
* * *
لا تكرهوا اولادكم على اخلاقكم
كان النائب السابق المحامي اوغست باخوس يحرص على زيارة معالي النقيب وجدي الملاط في مكتبه بصورة دورية ودائمة. وهما اللذان تدرجا وبقيا سنوات في مكتب النقيب ادمون كسبار.
وكلما زاره زوده بحكم او طرائف او ابيات شعر، او اقوال مأثورة. وفي احدى الزيارات قرأ امامه ما قاله الامام علي بن اي طالب:
– لا تكرهوا اولادكم على اخلاقكم فهم مولودون لزمان غير زمانكم.
* * *
الاسماء الطويلة
يقول المحامي ميشال سمعان ان اهالي بلدة شبطين البترونية، يسمون ابناءهم بأسماء طويلة: فنيانوس، برتلماوس، جناديوس…الخ، وان مؤسسة مهمة كانت تستخدم عمّالاً مياومين وتطلب من احدهم الذي كان ملماً قليلاً بالكتابة تدوين اسماء من يرغب في العمل، وازاء صعوبة تدوين الاسماء الطويلة والمعقدة كان يقول دائماً:
– انتم ابناء شبطين ما في الكن شغل عنا.
* * *
بين النقيب والنقيب
يروي المحامي محمد طارق زيادة الذي تعاون في فترة تدرجه مع مكتب النقيب ميشال خطار، ان الشيخ ميشال اتصل مرة بأحد المخافر للاستفسار عن شكوى عالقة، وبادر الدركي المسؤول بالقول:
معك النقيب ميشال خطار.
فصرخ الدركي فوراً معتقداً انه نقيب في القوى الامنية.
احترامي سيدي.
* * *
بين عدم التواجد وعدم ايجاد المدعى عليه
للدلالة على اهمية صياغة العبارات ومدى تأثيرها على الموضوع، تروي المحامية نايلة حاتم انها كانت تحضر جلسة امام احدى المحاكم عندما املى القاضي على الكاتب العبارة الآتية:…ان المدعى عليه لا يتواجد في المأجور حسب ما جاء في شرح المباشر.
فاعترضت المحامية نايلة حاتم قائلة ان المباشر لم يكتب ان المدعي عليه لا يتواجد في المأجور، بل انه لم يجده عندما ذهب لابلاغه. والفرق كبير بين العبارتين اذ ان كلمة لا يتواجد يعني انه غائب عن المأجور بصورة شبه مستمرة في حين ان عبارة لم اجده يعني انه عندما ذهب الى المأجور لم يجده هناك وهذا يعني انه قد يحضر بعد خمس دقائق من ذهاب المباشر.
* * *
اتصل به ليلاً
حضر احد اصدقائي الى مكتبي حانقا، غاضباً وقال لي: تصوركم ان بعض الناس لا احساس لديهم براحة الآخرين، اذ ان صديقا لي كان في كندا يتصل بي دائما الساعة الثانية بعد منتصف الليل لان التوقيت عنده يكون الساعة الثامنة صباحاً، ليطلب مني أموراً وخدمات معينة واسئلة لشقيقه في لبنان لأن ليس عنده هاتف في منزله. فماذا افعل مع هكذا ناس.
اجبته بسيطة خذ النصيحة الآتية: اتصل به الساعة الثانية بعد منتصف الليل بتوقيت كندا وقل له: اتصلت بشقيقك وسألته عن الامر الفلاني واجابني بكذا.
فعل صديقي ذلك، واكد لي ان صديقه لم يعد يتصل به من كندا.
* * *
مع محبتي واحترامي
بتاريخ 2000/3/23، وقّعت كتابي “القضاة والمحامون مواقف وطرائف” بحضور عدد كبير من الاصدقاء والحضور بحيث دام حفل التوقيع 5 ساعات وقعت خلاله على مئات النسخ بحيث ختمت الكلمة بعبارة مع محبتي واحترامي.
والمعلوم ان المحامين يكتبون في خاتمة استحضار الدعوى واللائحة والمذكرة عبارة مع قبول الاحترام والتحفظات وبما ان يدي اخذت على عبارة مع محبتي واحترامي فقد كتبت هذه العبارة في اليوم التالي على احدى لوائحي.
* * *
متل ما ودعت ما تلاقي
التقيت المحامي جوزيف الاخطل الخوري وكنت قد خففت وزني 5 كيلو غرام، فقال لي: المثل الشائع يقول: متل ما ودعت تلاقي اما انا فأقول لك متل ما ودعت (اي الوزن) ما تلاقي.
* * *
صفات الرئيس شارل حلو
على اثر وفاة الرئيس شارل حلو، والذي كان قد انشأ اكثر من عشرين مطعما للفقراء والمعوزين في ظل ظروف قاسية مرت بها البلاد ،كتب عنه الصحافي غسان تويني قائلا انه يتمتع بعقل حلو. اما الشاعر سعيد عقل فقال انه يتمتع بقلب حلو. في حين ان الدكتور سهيل مطر قال انه يتمتع بضمير حلو وقال عنه منح الصلح انه كان يحترم نفسه ويحترم عقول الآخرين.
* * *
بين انامل اليد واصابع الالة
في كانون الاول 2002 زار المحامي جوزيف الاخطل الخوري القاضي جون القزي مكتبه، وقدم له الكلمة التي رثى بها معالي القاضي يوسف جبران اثر وفاته، وشبهه به – اطال الله في عمره – وخصوصاً لجهة علمه وكفاحه ونظافة كفه. ولم يقبل جوزيف الاخطل الا ان يعيد كتابة تلك الكلمة بخط يده، ثم كتب المقدمة الاتية:
– بأناملي اكتبها اليك، فانامل اليد اقرب الى القلب من اصابع الالة.
* * *
الصلاة بالسرياني
خلال مأدبة غداء اقامها النائب السابق المحامي اوغست باخوس بتاريخ 2003/1/12 دعا اليها مطران السريان جورج صليبا وعدداً كبيراً من ابناء بلدته البوشرية وقف الاستاذ اوغست يخطب فقال من جملة ما قال موجّهاً كلامه للمطران صليبا:
– يظهر ان الله اصم اذنيه عن الصلاة بالعربي، فعلمنا كيف نصلي بالسرياني لان اصلنا سرياني.
* * *
انها الثامنة وخمس دقائق
يقول المحامي نديم حاطوم ان القاضي جان باز أخبره انه يوم كان قاضياً منفرداً في بعلبك، دخل للجلوس على القوس، فوجد المفتش القضائي الفرنسي يجلس على احد المقاعد في قاعة المحكمة، والذي نظر الى ساعته وقال له:
– انها الثامنة وخمس دقائق يا حضرة القاضي.
Il est huit heure plus 5 minutes M.LE juige
* * *
بين الكفالة والتعويض
على اثر التوقيفات الجماعية التي حصلت في اب 2001، وما رافقها من ضرب للشبان في محيط قصر العدل، وقبل زيارة الرئيس اميل لحود لغبطة البطريرك صفير في الديمان، اطلق سراح الموقوفين، والحقيقة اخلي سبيل 75 شخصاً مقابل كفالة مالية لكل واحد منهم 5 ملايين ليرة لبنانية خفضت الى 3 ملايين ليرة لبنانية.
وخلال هذه الفترة، حضرت موكلة تعيش في سويسرا لتقول لي ان لبنان بلد مهم وسلطته تحترم مواطنيه، وعندما سألتها عن السبب قالت ان الدولة دفعت لكل موقوف 3 ملايين ليرة لبنانية كعطل وضرر له لقاء ما اصابه، ولم تعرف انها كفالة، وان بعض الموقوفين بقوا لعدة ايام اضافية لحين تسديدها عنهم بعد تخفيضها الى المليون ليرة لبنانية.
“محكمة” – الاثنين في 2019/4/29

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!