مقالات

القيّمون على وزارة التربية: لاتخاذ القرار الشجاع/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
يعيش التلامذة والطلاّب اللبنانيون مع أهلهم والقيّمين على الوضع التربوي في لبنان حالة من الضياع والقلق على مستقلبهم، خصوصاً وأنّ لبنان هو من أهمّ البلدان في قطاعات المصارف والتربية والخدمات، وقد تمّ ضربها لعدّة أسباب.
ففي قطاع التربية، الذي لم يعط حقّه منذ الإستقلال بسبب عدم التركيز على المواد التي يجب تدريسها، جاءت جائحة كورونا لتكشف أنّه لا يمكن الإستمرار بالطريقة التي يجري فيها التدريس، كما لا يمكن الإستمرار بهذا الكمّ من الحشو من المواد التي تقهر التلميذ الذي يدرس، وتقهر الأهل الذين يساعدون أولادهم على الدرس، واضطرارهم في معظم الأحيان إلى الإستعانة بالمعلّم الخاص الذي “يقبض على الساعة” المبالغ الطائلة.
وحتّى الساعة لا نعلم ما هو الهدف من الإبقاء على هذه المواد التي تستنفد قوّة التلميذ ونشاطه واندفاعه وتقهره وتقهر أهله.
وحتّى لا يبقى كلامي نظرياً ندخل في الأمور العملية:
أوّلاً: يجب التركيز في جميع المدارس على اللغات خصوصاً وأنّ العالم أصبح قرية كونية. والمستقبل هو لمن يجيد اللغات.
ثانياً: يجب التركيز في جميع المدارس على تعليم التلامذة كيفية التصرّف في المنزل وفي المجتمع. كيف يتكلّم وكيف يتعامل مع الآخرين…إلخ.
ثالثاً: تحضير فيلم لمدّة ساعتين قد يكلّف عشرات الملايين من الليرات في مادة التاريخ، وفيلم آخر في مادة الجغرافيا، وفيلم ثالث في مادة التربية. فمن جهة يتشجّع التلميذ على حضوره، ومن جهة أخرى يرسخ في رأسه المشهد عندما نتكلّم عن المدن وعن المعامل والمصانع وعن عدّة شخصيات تاريخية…الخ مع شرح مبسّط للمعلّم الذي يساعد التلامذة على فهم ما لم يفهموه من الفيلم.
رابعاً: التخفيف من المواضيع في المواد العلمية والتي لا تفيد التلامذة خصوصاً وأنّ التخصّص لاحقاً هو المهمّ. وعلى من حضروا الكتب وطبعوها وأدخلوا المعلومات “المدكوكة” فيها دكّاً أن يضحوا قليلاً لأنّنا لسنا ملزمين على عدم التقدّم بسببهم (والشاطر يفهم).
خامساً: بالإستناد إلى ما جاء أعلاه تنخفض قيمة الأقساط التي ترهق الأهل وتجعل بعضهم يبيعون أملاكهم حتّى يعلّموا أولادهم.
سادساً: على الوزير والإدارة في وزارة التربية أنْ يكونوا على قدر المسؤولية ويتخذوا القرار الشجاع بهذا الخصوص للأسباب المبيّنة أعلاه ولغيرها من الأسباب الأخرى وهي بالعشرات حتّى يبقى لبنان منارة الشرق بالعلم والثقافة.
“محكمة” – الخميس في 2020/9/10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!