طرائف وأشعار

سرّ ارتجال المرافعات لدى بهيج تقي الدين وربح الدعوى وخسارتها/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
كان نائب المتن المحامي اوغست باخوس يتحلّى بروح النكتة ويحلو له في مجالسه الخاصة والعامة أن يعطي الأمثال العامية.
وفي هذا المجال يخبر أنّ امرأة في قرية كانت تقبل بمعاشرة الرجال شرط أن يدفع لها الرجل ليرتين ذهبيتين. وكان أحد رجال القرية فقير الحال وترفض معاشرته، إلى أن تفتّقت عبقريته وقرّر إعطاءها ليرتين من الشوكولا تشبهان الليرتين الذهبيتين لأنّهما مغلّفتان بورقة ذهبية اللون.
ويضيف النائب باخوس: وبعد أن عمل لها اللعبة وذهب، رأت أنّ الليرتين الذهبيتين (المزيّفتين لأنّهما من الشوكولا) قد سالتا. فلحقت به وقالت له: يا اخو… ليرتان من الشوكولا؟
فأجابها فورًا: وشو انت بايعتيني حرير اصلي؟
***
سرّ ارتجال المرافعات
سئل المحامي الكبير الشيخ بهيج تقي الدين عن سرّ ارتجاله المرافعات المهمّة التي كان يلقيها أمام المحاكم فأجاب:إنّي لا أرتجل المرافعات، بل ما خزّنت في الصيف من مؤن، أستعمله في الشتاء. ومن وفّر رصيداً كبيراً في المصرف يسحبه شيكات عندما تدعو الحاجة.
***
المسؤول
كان النائب والوزير السابق المحامي اداور حنين والد النائب السابق المحامي صلاح حنين يتمتع بالذكاء والعلم والمعرفة، وكان خطيباً من الدرجة الأولى وبلغة عربية متينة وأسلوب شيق.
إنتقد مرّة أحدهم قائلاً إنّه ليس على إلمام بأيّة معلومات عن أوضاع البلاد مع العلم أنّه مسؤول. وعندما سئل عن الفائدة من ذلك أجاب: أنا احاول دائماً الاستفسار عن كلّ شيء وحتّى عن سعر كيلو الخيار. لأنّ المسؤول يجب أن يكون على إلمام بجميع الأمور الحياتية للمواطنين حتّى إذا ما سئل عنها أجاب.
أين نحن اليوم من كلام معاليه؟
***
يفرط الحكومة التي يريدها
في اجتماع ضمّه وبعض النوّاب، قال الرئيس صائب سلام إنّ رئيس الجمهورية قال له مرّة:”أنا أفرض الحكومة التي أريدها”. فسأله النائب العميد ريمون إده. وبماذا أجبته؟
فتدخّل النائب محمد يوسف بيضون وقال: واضحة… مؤكّد قال له: وأنا أفرط الحكومة التي أريدها.
***
علامة صفر
كان المحامي أنطوان زخيا يترافع في دعوى مقامة ضدّ موكّله أمام المحكمة العسكرية وكان قد لفت نظره ما ورد في مطالعة مفوّض الحكومة من أنّ محطّة فنيانوس تقع في منطقة جبيل في حين أنها تقع في بلدة شكا. كما لفت نظره قرار قاضي التحقيق وقد ورد فيه أنّ المحطّة تقع في منطقة جبيل وأنّه جاء مطابقاً لما جاء في مطالعة مفوض الحكومة فقال: إنّني أطلب عدم الأخذ بما جاء في المطالعة وفي القرار الظني لأنّهما متطابقان تماماً.
وأردف قائلًا: إنّ المعلّمة عندما تجد مسابقتين متطابقتين تضع علامة الصفر لهما.
***
لغة عربية عظيمة
يروي المحامي ابراهيم مسلّم أنّ طبيباً فرنسياً تربطه به علاقة صداقة، أبلغه أنّه معجب جدّاً باللغة اللبنانية وبمعانيها. ولدى استفساره عن السبب أجاب الفرنسي: منذ عدّة أيّام حضر مريض من لبنان لا يجيد اللغة الفرنسية. حضر معه صديقه. فقلت لهذا الأخير أن يطلب من صديقه الوقوف جالساً ومن ثمّ الإنحناء شيئاً فشيئاً حتّى تصل يداه إلى الارض ورأسه إلى الأسفل. وبالفعل قال الصديق لصديقه كلمة واحدة، فما كان من المريض إلّا أن نفّذ.
ولدى استفسار الأستاذ مسلّم من اللبناني المترجم حول ما قاله. أجاب: قلت له طوبز.
***
سعر السكوت مش مثل سعر الحكي
ينتقد المحامي مطانيوس عيد أولئك الذين يتكلّمون كثيرًا ويقول إنّ الإصغاء أمر مهمّ. ويخبر بالمناسبة طرفة مفادها أنّ أهل رجل عجوز طلبوا من أحد الأشخاص تمضية وقت معه وسرد الأخبار المتنوّعة له مقابل مبلغ من المال. وهذا ما حصل حيث بدأ هذا الرجل يخبر العجوز عدّة ساعات يوميًا أخبارًا متنوّعة ويقبض المبلغ المتفق عليه.
وبعد مدّة سمع أهل عجوز آخر بهذا الشخص، فطلبوا منه مجالسة العجوز المذكور الذي يحبّ الكلام على أن تكون مهمّته الإستماع فقط مقابل المبلغ ذاته المتفق عليه مع أهل العجوز الآخر.
وفي أوّل جلسة بدأ العجوز بالكلام. وما ان مرّت ساعة واحدة على ذلك حتّى رمى الشخص مبلغ المال أرضاً وهو يلعن الساعة التي قبل بها بهذا العرض قائلًا:
– من قال إنّ سعر السكوت والإستماع مثل سعر الحكي والكلام؟
***
انا اليوم عرفت
يقول المحامي الياس كسبار إنّ أحد الفرنسيين التقى في الشارع ببريطاني، فأقدم على ضربه وتمّ نقله على اثرها إلى المستشفى.
وعندما مَثُلَ الفرنسي أمام القاضي سأله قائلًا:
– أسند إليك أنّك ضربت البريطاني الفلاني في الشارع فماذا تقول؟
فأجابه: لقد ضربته لأنّ البريطانيين حرقوا جاندارك.
فقال القاضي باستغراب: ولكن هذا الأمر حصل منذ400 سنة.
فأجابه الفرنسي: انا اليوم عرفت.
***
بين الربح والخسارة
كان المحامي المرحوم منير شحادة يروي أنّ أحد أبناء مدينة زحلة استشار أحد محامي مدينته في قضية معيّنة طالبًا منه درسها وما إذا كان ينصحه بتقديمها.
فأجابه المحامي وهو يشير إلى زاوية من غرفته: كلّ هذه الكتب في هذا الجناح تربحك الدعوى.
واتفق الإثنان على تقديم الدعوى إلّا أنّها خسرت بداية.
فحضر الموكّل وقال للمحامي: لقد خسرنا الدعوى مع أنّك قلت لي إنّنا سوف نربح.
فأجابه المحامي وهو يشير إلى زاوية أخرى من غرفته: شفت هالكتب بالجناح الثاني من الغرفة بتخسّرك الدعوى.
“محكمة” – السبت في 2021/10/23

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!