مقالات

في الذكرى السنوية لشهداء القضاء والوطن/أنطوني عيسى الخوري

بقلم القاضي أنطوني عيسى الخوري(رئيس رابطة قدامى القضاة في لبنان ورئيس محكمة التمييز شرفاً ورئيس المجلس العدلي وهيئة التفتيش القضائي بالوكالة سابقاً):
إنّ الثامن من حزيران من ذلك العام المشؤوم الذي يصادف ذكرى اغتيال الزملاء الرؤساء الشهداء القضاة حسن عثمان وعماد شهاب ووليد هرموش وعاصم أبو ضاهر على قوس محكمة الجنايات في الجنوب عند قيامهم بالمهمّة المقدّسة التي انتدبوا لها لإحقاق الحقّ، فأراد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشكوراً أن يجعل من هذه الذكرى ذكرى وطنية لشهداء القضاء بموجب المرسوم رقم 2196 تاريخ 2018/1/16.
فكلّ التحية والإكبار لأرواح شهداء القضاء والوطن لأداء الأمانة في العمل، إذ كان هدفكم العمل المنتج طيلة مسيراتكم القضائية، وكنتم حرّاس هيكل العدل وجسّدتم عن حقّ”الذاكرة القضائية” حتّى بذل الذات والشهادة، إذ كنتم المؤتمنين عن جدارة على ترسيخ مبادئ العدالة بين المواطنين التي تساعد على تقدّم الحضارات ونموها في دولة القانون التي أضحت بعد الحرب العالمية الثانية، الركيزة الأساسية لحماية الفرد وحرّياته وحقوقه، إذ إنّ المدماك الأوّل للحرّية والنظام الديموقراطي في المجتمع هو القضاء، وإنّ ثقة المواطن بالقضاء هي معيار تقدّم المجتمع ومدى انتمائه إلى النظام الديموقراطي الذي يحمي الحقوق ويحافظ على الحرّيات العامة والخاصة.
فلتعزيز الثقة بالقاضي، عليه أن يكون مستقلاً، ولا يكون كذلك إلاّ إذا كان حراً، والقضاة الأحرار المستقلون، أمثالكم أيّها الرؤساء الشهداء هم الذين يحوزون الثقة، وهم حماة الحرّية والديموقراطية في المجتمع.
فإنّكم عشتم واستشهدتم من أجل المبادئ السامية التي طالما ظللّت مسيراتكم المثالية المتّسمة بالاستقامة والشفافية، ودخلت أسماؤكم سجل الخلود.
اليوم كلّ الوطن يستذكركم، فناموا قريري العين، مرتاحي الضمير، رحمة الله عليكم.
ستبقى ذكراكم ماثلة في الأذهان وفي النفوس والقلوب إلى الأبد، ينقلها جيل إلى جيل وتترسّخ في التراث الوطني، الرسمي والشعبي.
“محكمة” – السبت في 2019/6/8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!