الأخبار

نقابة المُحرّرين: الصحافيون هم الشهداء الحقيقيون اليوم

أصدرت نقابة محرّري الصحافة اللبنانية البيان الآتي: “يطلّ السادس من أيّار، حاملاً معه طيف شهداء الصحافة اللبنانية الذين علّقوا على أعواد المشانق في مثل هذا التاريخ من العام ١٩١٦، كما طيف من التحق بهم على دروب الشهادة على كرّ السنين، والوطن يعيش أسوأ أيّام محنته، ويغرق في أزماته المتناسلة، التي تزيد الآفاق تلبّداً.
إنّ الصحافيين والإعلاميين هم الشهداء الحقيقيون اليوم، بعدما توقّف العديد من الصحف والمجلّات عن الصدور، وامتناع ما تبقّى منها عن سداد رواتبهم كاملة بذريعة الأحوال الاقتصادية المتردّية، وهي الأسباب عينها التي ركنت إليها محطّات التلفزة والإذاعة لاقتطاع نسب مرتفعة من رواتب العاملين فيها، عدا مضي ما يقارب السنتين على عدم حصول الزملاء على رواتبهم المستحقّة لهم في بعض المؤسّسات.
إلى ذلك، فقد تعرّض الصحافيون والإعلاميون إلى شتّى أنواع المضايقات، ولأعمال قمع لم تخلُ من القسوة غير المبرّرة أثناء تغطيتهم الاحتجاجات الشعبية التي عمّت سائر المناطق اللبنانية اعتراضاً على تردّي الأوضاع المعيشية والفساد المستشري في أوصال الدولة وأجهزتها. كذلك، كثرت حالات استدعاء الإعلاميين أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية.
إزاء هذا المشهد المأساوي، كانت نقابة المحرّرين واضحة في إعلان ثوابتها في رفض المساس بلقمة عيش الزملاء لأيّ سبب ووقوفها إلى جانبهم، وتبنّيها مطالبهم وتأييد كلّ أشكال التحرّك التي يرتأونها. كما أنّها شجبت كلّ أعمال العنف بحقّهم، وكانت لها اتصالات ومواقف اتسمت بالشدّة والوضوح، ورفضت رفضاً باتاً مثول الصحافيين والإعلاميين الملاحقين بمخالفة نشر أمام أيّ محكمة، إلاّ محكمة المطبوعات.
في عيد شهداء الصحافة، تتوجّه النقابة إلى الزميلات والزملاء، الذين يثابرون على أداء رسالتهم المهنية وسط تفشّي وباء الكورونا، والضائقة المعيشية الخانقة، بشجاعة وثبات، بأصدق التحيّة، ومشاعر الاحترام والتقدير لتضحياتهم، وتدعو الدولة إلى إيلاء قطاع الصحافة والإعلام ما يستحق، واتخاذ إجراءات لإقالته من عثاره، وإعادته إلى دائرة الحياة، وفاء لدم الزملاء الذين سقطوا، وكانت شهادتهم بوّابة العبور إلى الحرّية والاستقلال بعدما أودت تضحياتهم الكبيرة بالاستعمار، ووأدت نهج الظلم والاستعباد.”
“محكمة” – الثلاثاء في 2020/5/5

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!