مقالات

يوم وقف سعيد عدرة بوجه وزيري الداخلية والعدل/نبيل صاري

القاضي المتقاعد نبيل صاري:
في ذكرى مرور 12عاماً على رحيلك رئيس القضاء الأزلي محمّد سعيد عدرة
كنت وما زلت الضوء الذي يسترشد بسيرته كلّ قاض يريد أن يكون لائقاً بالمهمّة التي انتدب نفسه لأجلها.
جمعت في نفس الوقت الهيبة والوقار وروح النكتة والتواضع ومخافة الله والمعرفة والعلم والجرأة والأبوة لكلّ طالب حق ّوحقيقة وعدل.
أبو القضاء، نصير المظلومين من تجرأ في عزّ جبروت وزير داخلية مستند إلى مخابرات شقيقة مسيطرة على قول لا لتزوير الإنتخابات.
بينما تجربتي الشخصية مع قاض طرابلسي آخر تولّى أرفع منصب قضائي عندما راجعته عمّا أفعل في وجه زميلة تريد أن تأكل حقوق الناس فقال لي: “منك قدّها يا نبيل”، فأجبته وهل أسمح لها بأكل حقوق الناس؟ فسكت.
ولن أستعيد أنّه تنحّى بداع الحرج حينما حاولوا ظلمي بسببها وكان يستطيع إحقاق الحقّ، ومن ثمّ استطعت نيل حقّي بقوّة الله ونصره ووجود قضاة لا يخافون من الظالمين.
البيك سعيد. اللقب الذي كنا معشر أصدقائه وتلامذته نناديه به تحبّباً، وبقي ينصف الناس حين راجعه أحد وزراء العدل لإنقاص قيمة الإستملاكات في الشمال، فرفض إجابة طلبه، وقال له تستطيع إستبدالي بقاض آخر لكنّني لن أزيح عن إعطاء الناس حقوقها.
أستاذي الرئيس سعيد
كانت غرفتانا متلاصقتين في محكمة التمييز، وأذكر أنّك يوم تقاعدك حضرتَ مع مستشارتي الغرفة الثانية لمحكمة التمييز آنذاك رئيسة هيئة القضايا الرئيسة هيلانة اسكندر ورئيسة الغرفة الرابعة لمحكمة التمييز الرئيسة جمال الخوري لتنصفوا مظلومين وأصدرتم أحكاماً حتّى اللحظات الأخيرة قبل التقاعد.
البيك سعيد
الميرامار إشتاقت إليك، وزاويتك المفضّلة عند الحاجز داخل البحر حيث تجمّع التراب من جديد تنتظر من أرشدنا إليها.
بائع السمسمية العجوز أمام الرابطة الثقافية بكى حين ذكّرته بك، وأخبرني أنّه حزن عندما اشتريت منه عشية وفاتك وبقيت السمسمية في السيّارة لأنّك نسيتها، وانتقلت إلى رحمة الله.
مع محبّتي واحترامي للعديد من القضاة، إلاّ أنّه لا يسعني إلاّ القول: رئيس سعيد، كنت القاضي وكان الكثيرون غيرك مجرّد موظّفين فقط لا غير.
“محكمة” – الثلاثاء في 2020/7/14

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!