مضبطة حوار

عبد الله قبرصي لـ”محكمة”: لهذا طردنا سعيد عقل وصلاح لبكي من الحزب القومي/علي الموسوي

حاوره علي الموسوي:
ربطتني صداقة متينة بالمحامي والشاعر عبدالله قبرصي على الرغم من فارق السنّ الكبير بيننا، فكنت أزوره في منزله في بيروت لأستأنس بآرائه وعمره المديد وما حفل به من أحداث وذكريات، ولكي أتعلّم من خبرته وتجاربه ونضاله العريق والعامر بالكرامات، إلى أن أجريت معه حديثاً مطولّاً في العام 1992، بقيت محتفظاً به ثلاث سنوات حيث نشرته في مشروع تخرّجي في كلّيّة الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، الفرع الأوّل، في العام 1995 ضمن مجلّة أسميتها “البصمة” لتكون أوّل مطبوعة أدبية على شكل نشرة داخلية تعرفها هذه الكلّيّة في تاريخها.
وبسبب أهمّيّة مضمون هذا الحوار أعيد نشره في “محكمة” كاملاً من دون حذف حرف واحد منه، كونه يضيء على الكثير من خبايا الحزب السوري القومي الإجتماعي والشعراء والأدباء الذين مرّوا فيه، فمنهم من بقي، ومنهم من رحل، وفي جميع الحالات بقي قبرصي صامداً حتّى الرمق الأخير مدافعاً عن عقيدته الحزبية وعن مبادئ لم يحد عنها قيد أنملة وكيف لا وهو “الزعيم بالوكالة” لأحد أعرق الأحزاب اللبنانية.
عندما تلتقي عبد الله قبرصي وتشتبكان في حديث يرفض الانتهاء لتزيّنه بالذكريات العتاق، لا بدّ أن يدهشك بواقعتين رئيسيتين يشتعل انطباعك بهما ولا يرتوي.
أوّلهما شموخه في مرافعات المحاماة الآخذة به مجلّياً منذ أوائل الثلاثينات، وثانيهما سرده السريع لتتالي الأحداث وبشيء غير مرتقب! فهو يدهشك بملكة ذاكرته وهي تسترجع بواقعية مستيقظة، وبمبالغة وسخرية بالغتين، فترات ناضجة سجّلها الماضي المتطوّر.
ترى ذاكرته تتقمّص الأمس ملقية ضوءاً على بيروت السابقة لمولّدات الحرب السامة فتتعرّف إلى كواليس مقاهيها الرائجة في الإندثار، كما تلمس دهاليز السياسة المشتّتة في زواياها حيث انغمس الشعراء والأدباء وما خرجوا فبقيت مرتبطة بهم حتّى اللإنعتاق.
حاصرته بتحديد لقاء فطوّقني بحوار على مدار ثلاثة أيّام (منتصف تموز 1992) يغوص في مجريات يوميّات غائبة رغم نضرتها المستديمة، يستنبش سُوَيْعاتها التي ما زالت محفوظة عن ظهر قلب وإنْ كان الزمن قد استولد غيرها الكثير. كلّها عبير وزمهرير، فيها التذكّر المتيقّن من جمالية معرفته، والاعتقاد المترنّح بين التأكيد والتشكيك.
هذه حلقة رأي ووثيقة ذكريات يفتّش التأريخ الأدبي عن سطورها حيث يصغي بكلّ انتباه إلى قبرصي وهو يروي كمن يرى قبيل انطفاء الذاكرة الناشطة في الذوبان مثل جسده الهزيل. أتركه مستأنساً بإطلاق أخباره قبيل شنّ قبائل النسيان هجومها، وأنسحب إلى مجارة ضحكته البليغة من عمر لم يغصّ في المتبقّي الفاني!.
عقل الهروب من المواجهة
1- أخبرتني مطالعاتي أنّ دفتر ذاكرتك يملك صفحات مُلح، وأوراق حكايات تداولتها في أزمنة وأمكنة مختلفة مع كوكبة من الكتّاب والشعراء، فهل تبيعني إيّاها لعرضها لا احتكارها؟
(ضاحكاً كعادته) لنبدأ.. وبسعيد عقل.
ممّا لا شكّ فيه أنّه بدأ حياته شاعراً كبيراً وكلّما نظم أعطى دلائل على أنّه سيصبح كذلك..
المشكلة التي وقعنا فيها معه أنّه كإنسان كلّه حضور، فسنة 1935 عندما كان الحزب السوري القومي سرّياً دخله مع فوزي بردويل(محافظ جبل لبنان سابقاً) والمحامي يوسف البحمدوني على يد الأستاذ الشاعر يوسف الدبس. وقد كُلّف بأن ينظم نشيد الحزب فكان: “صَخَبُ البحْر أمِ الجيْشُ السَخي” والذي ينتهي بـ”سوريا فوق الجميع”.
لم يمض وقت طويل، وأنا عميد للإذاعة يومذاك حتّى استدعاني الزعيم سعادة(1904-1949) ليقول لي:” إنّ سعيد عقل ألقى محاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت وتحدّث فيها كلبناني دون أن يتقيّد بعقيدتنا، فعليك يا حضرة العميد، استدعاؤه والبحث معه واتخاذ التدابير اللازمة”. كتبت رسالة إليه ألومه فيها بلهجة لطيفة فلم يردّ عليّ فطردناه. إذاً طرد سنة 1935، ولكنّه كان قد أقسم اليمين ولديّ عليه شهود هو يوسف الدبس.( بعدما استمعت إلى إفادة قبرصي الجريئة، زرت الشاعر يوسف الدبس في قريته دير الغزال جارة ضيعتي النبي شيت في البقاع لأتحقّق من عملية انتماء سعيد عقل إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي كونه الشاهد الوحيد الحيّ على ذلك، فنفى علاقته بالأمر، وأحالني على فوزي بردويل ويوسف البحمدوني المتوفّيين، ورفضت السعي وراءهما رغم أنّ الدليل الإثبات بحوزتهما ولن أفشل!. وعندما كرّرت السؤال في جلسة ثانية على الأستاذ عبدالله قبرصي بعد إسماعه ما حمّلني الدبس من نفي بحضور ولده الدكتور ربيع، إستغرب ألاّ يذكر العميد يوسف الدبس ذلك “لأنّني أعرف أنّ له ذاكرة جيّدة!”).
إلتقيت سعيد عقل بعد مدّة في ساحة البرج وبدأنا “ندردش”، فقال لي:” أنا معكم، لا أزال مع سوريا الطبيعية، ولكنْ على أن نسمّي لبنان الأكبر لا سوريا الكبرى”، فقلت له:” لن نتفقّ”.
وبّخه المعلم على ديوانه الشعري “بنت يفتاح”(1935) في كتابه”الصراع الفكري في الأدب السوري”(1943)، إذ قال:” تنتقي لنا بنت يفتاح اليهودية، وتاريخنا مليء بالسوريات اللواتي صنعن العجائب والغرائب في بطولاتهنّ وفكرهنّ”، فلم يردّ عليه.
إلتقيته منذ شهر ونيّف( منتصف أيّار1992)، فقلت إنّ الرجل لن يعرفني كوننا لم نلتق منذ خمسة وأربعين عاماً، ولكنّه عرفني. هذا الرجل عجيب غريب، هو نفسه يحدّثك عن العلم، والرياضيات، ويحدّثك عن أنّ لبنان عدوّ طبيعي لإسرائيل، وإسرائيل عدوّ طبيعي للبنان. قلت له:” كنت قوميّاً، أو لم تكن، كنت سعيد عقل، أو لم تكن، إنّني أشكرك لأنّك أنت الماروني، تتخذّ هذا الموقف العدائي من إسرائيل، ويجب أن يعلم الموارنة في هذا الوطن أنّهم أعداء طبيعيون لإسرائيل، لا حلفاء كما يتصوّرون”.
الله يعين الغارسون!
2- ماذا عن أبي عبدالله بشارة الخوري(1890-1968)؟
بدأت صداقتنا عندما كنت طالباً في معهد الحقوق في بيروت سنة 1929، إذ كنت مع رفاقي ومنهم سكرتيري في عمدة الحزب الشاعر والأديب فؤاد سليمان(1912-1952) الذي توفّي باكراً( والمعروف بـ”تموز” لأنّه كان يوقّع كتاباته في صحيفة”النهار” بهذا الاسم المستمدّ من الأساطير الفينيقية) مأخوذين بأسماء الشعراء المعروفين في لبنان، وأكثر بـ” أدباء المهجر”، وفي طليعتهم: جبران خليل جبران(1883-1931)، وميخائيل نعيمة(1889-1988)، وإيليا أبو ماضي(1890-1957).
كنّا نسخة طبق الأصل الواحد عن الآخر.جئنا معاً من مدرسة الفرير في طرابلس ورحنا نبحث أين يمكن أن نلتقي الشعراء اللبنانيين اللبنانيين المتفوّقين أمين نخلة، والأخطل الصغير، وصلاح لبابيدي( أبو ليلى)، وصلاح لبكي، روّاد المدرسة النيو كلاسيكية من الشعر، فوقعنا عليهم يجتمعون ليلاً في مقهى ومطعم ” آل فتّوح” على ساحة البرج قرب محلاّت”العريسي” حيث يلتقون تقريباً كلّ يوم. وكنت أنا وفؤاد نتسقّط أخبارهم وأحاديثهم، فنشأت بيننا صداقة إلى حدّ أنّني استطعت دعوة الأخطل وابنه عبدالله إلى حفلة جمعية في بشمزين كانت ترأسها السيّدة روز مفرج ملكي التي طلبت مني استدعاءه، فوافق على الحضور وألقى قصيدته الشهيرة”سلمى الكورانية” التي نظمها بناء على ضغطي أنا شخصياً، وفيها يقول:
مَنْ كانَتِ الكورَةُ الخَضْراءُ مَنْبِتَهُ
فليسَ يُنْبِتُ إلاَّ المجْدَ وَالجَاها
أذكر عندما ألقى هذه القصيدة أنّ الشباب الكوراني هجم على المسرح يريد أن يحمله فرفض!.
أذكر أنّه بعدما سهرنا مرّة في مقهى “آل فتوح” حتّى منتصف الليل، نادى الأخطل:” غارسون تعا كنّس شعر”!.
شبح الإلغاء
3- إتسمت علاقتك مع أمين نخلة( 1901-1978) بالعمق حيث تزاملتما في مهنة المحاماة. إلى أيّ حدّ توطّدت أفكاركما أدبياً؟
قفز أمين نخلة وصلاح لبكي درجات أكثر ممّا قفز الأخطل من حيث التجديد. إنتُقد مرّة بعنف من قبل الأديب خليل تقي الدين(1906-1987) في مجلّة “المعرض” ولم أكن أعرفه شخصياً وأنا المعجب به كثيراً وذلك يعود إلى حوالي العامين 1929 1931، فتطوّعت للدفاع عنه وكتبت مقالاً في “المعرض” بين 1932 و1934، على وجه التقريب هاجمت فيه خليلاً ودافعت عن أدب وشعر نخلة بكثير من الحماس والوجدانية إذ إنّني كنت أعتبره ناثراً أقوى وأبلغ منه شاعراً.
عام 1932، وكنت قد بدأت أتعاطى المحاماة، سمعت يوماً في قصر العدل القديم نداء: أستاذ عبدالله قبرصي، فحضرت، فإذا به أمين نخلة الذي قال متعجّباً: أهذا أنت؟ أعتقد لقصر قامتي فهو افتكر أنني عنتر عبس( ضاحكاً)، لأنّني كنت عنيفاً مع خليل!. أخذ يقبّلني وقال لي: إنّ والدي رشيد بك يدعوك الليلة إلى تناول طعام العشاء في بيتنا في عاليه. فقلت: على الرحب والسعة( كيف سنتأخّر عن الاجتماع بشاعر كبير وواضع النشيد الوطني فهذا شرف لنا). تحمّست وذهبت معه. ما إن دخلنا الصالون حتّى نادى والده يقول له: بابا جئتك بعبدالله قبرصي. تطلّع فيّ وقال: أهلاً بالقنبلة!.( ساعتها ظننت نفسي عنتر عبس عن جدّ!).
كان أمين يقول لي ما يلي: كنت أنظم مرثاة في الرئيس رياض الصلح وكلّما كان يصدر مني بيت من الشعر فيه انتقاد أو تعريض أو قدح بالحزب السوري، كان يقفز بيني وبين هذا البيت شبح عدالله قبرصي، فألغي البيت وأنظم واحداً آخر!.
“ملبّك” بين الأدب والسياسة!
4- هناك التباس يعتري قضية خروج صلاح لبكي(1906-1955) من الحزب السوري، فإذا سئلت عن فتحه كيف توضّحه؟
أنا من أدخل صلاح لبكي الحزب في تشرين الأوّل من العام 1935، إذ كان الطقس قد بدأ يبرد قليلاً في بيروت. والذي أقنعه بالدخول هو سعادة شخصياً، ولكنّه أحاله عليّ بصفتي عميداً لكي أتولّى أمر إدخاله.
إجتمعنا في رأس بيروت، متفرع من شارك المكحول، في بيت الصديق شحادة برباري ورحنا نتناقش مع رهط من الأصدقاء في مدى صلاحه لأنْ يكون سورياً قومياً. وبعد طرح الأسئلة تبيّن لنا أنّه مؤمن مثلنا، فقرّرنا إدخاله. ألقيت كلمة ترحيب فردّ عليّ بكلمة عبّر فيها عن فرحته لاكتشافنا. وقد حضر باسم الحزب مؤتمر الساحل الذي عقد في بيت أبي علي سلام بين 1932 و1934 على ما أذكر، وراح يطالب بالوحدة السورية هو الماروني إبن نعوم لبكي الذي كان رئيساً لمجلس النوّاب اللبناني.
كانت الروح الرفاقية قد أصبحت من المتانة بيننا بحيث كنّا نتبادل الزيارات كأنّما نحن شخص واحد، وفجأة إنفجر خلاف بيننا بسبب السياسة اللبنانية، فهو على ما أعتقد كان من أنصار بشارة الخوري ونحن اتفقنا في يوم من الأيّام مع إميل إده، فراح يتمرّد على قرار الحزب، وفي السرّ يعمل ضدّ هذه السياسة، فاستدعيناه صيف العام 1937 إلى مكتب الحزب، ولكنّه لم يحضر، وبعد الجلسة إتخذّ سعادة قراراً بطرده وكان قاسياً عليه.
نعم، كان خروجه خسارة كبرى، إلاّ أنّه في آخر حياته وقبل أن يتوفّاه الله بمدّة من الزمن قليلة كُلّف من قبلي أنا شخصياً بصفتي ممثلّاً للحزب آنذاك أن يتوجّه إلى دمشق، ومعه نصري المعلوف(1911-2005) وأن يسعى مع صديقه نقيب المحامين عدنان القوتلي الذي كان وزيراً للعدل لإطلاق سراح زوجة الزعيم التي كنّا نسمّيها الأمينة الأولى، والأمين عصام المحايري بعفو خاص، أو بأيّ طريقة من الطرائق الأخرى، فلم يوفّق في مسعاه، ولكنّه عمل بكلّ إخلاص وجدّ في هذا السبيل.
(وهنا اندفع الأستاذ نظمي عزقول الذي كان حاضراً الجلسة الأولى من هذا الحوار قائلاً: أُخذت ودهشت كيف طرد صلاح لبكي، فسألت الزعيم كيف يمكن للحزب أن يتخلّى عنه؟ فقال:” الحزب أثمن من كلّ شيء، وصلاح لبكي رغم مجهوده وقيمته الشعرية والأدبية، ولكنْ عندما دخل الحزب، كان يجب أن يلتزم ويتنكّر لنفسه في سبيل القضيّة التي وقفنا حياتنا عليها”، فصلاح لم يكن بعد قد اكتمل من الوجهة القومية، فالأنانية الشخصية، ويومها كان موضوع انتخابات، فأراد ترشيح نفسه فمنعه الحزب، ولكنّه لم يرضخ. كان لديه طموح في الترشّح للإنتخابات، وهو إبن رئيس سابق ويعتقد أنّه من حقّه ممارسة السياسة، والحزب كانت له نظرة في السياسة تختلف عن نظرة الأفراد).
حاوينا ومنحاه الخاص
5- تأرجح خليل حاوي( 1925-1982) بين القومية والعروبة ولم يسلم! وبما أنّه كان لصيقاً بك حتّى الأخوة، فماذا أودعك عن تكاثر عشقه وعقيدته؟
دخل خليل وهو شاب في صفوفنا. كان أخاً لي يأتي إلى بيتي في ضهور الشوير حيث أصطاف سنوياً منذ العام 1949 وحتّى العام 1960، بما فيها عام 1958 عندما كنت رئيساً للمجلس الأعلى. وأستطيع وصفه لك من رأسه إلى أخمص قدميه لأنّني عاشرته. يطلعني على أسراره الخاصة. من أحبّ، ومن يصادق، ومن يعاشر. فقد خطب أولّاً آنسة من جدّايل( في قضاء جبيل) بعد أن أحبّها حبّاً كبيراً، وبعد ذلك أظنّ أنّه علق بالأديبة العراقية ديزي الأمير التي كانت تعيش في بيروت، ولا أعرف بمن إذ إنّه كان يحبّ النساء كثيراً ويكرههنّ كثيراً، ولذلك كان ضائعاً بين الحبّ والكراهية.
كان مؤمناً وعصبي المزاج “ويقاتل خياله إذا لم يجد من يقاتله” كما يقولون في العامية. وبقي على إيمانه السوري القومي رغم أنّه اتجه عروبياً بعد أن اشتهر في العالم العربي إلى حدّ أنّه قال لأحد أصدقائنا محمود شريح في نادي خريجي الجامعة الأميركية:” لن أموت إلاّ سورياً قومياً إجتماعياً”.
أعتقد أنّ خليل حاوي لم يطلّقنا، ولم يتخلّ عن عقيدته، وأنّه كان بالفعل من أئمة الشعر في هذا البلد، ومن المجدّدين، وله منحى خاص يحمل شخصيته وطبيعته فلم يقلّد أحداً ولن يستطيع أحد أن يقلّده!.
أدونيس.. لولا تلك المناسبة
6- قيل إنّ أدونيس( علي أحمد سعيد) سيندم على حدثين مرّا في حياته: تخلّيه عن الحزب السوري وعن الشعر الكلاسيكي فما هو رأيك؟
أدونيس إبن حزبنا منذ أن كان في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمره. أقسم لك أنني التقيته منذ سنتين (أيّ في العام 1990) عند الحلاّق جميل بدير. تعانقنا وقبل انصرافه قال: أنا مدعو إلى بيت الشعر في باريس،(la maison de poésie) ، وسيقيمون لي حفلات تكريمية وستتلى قصائدي باللغة الفرنسية، وباللغات الأجنبية التي ترجمت إليها، ولكنّي أقول لك إنّني تلميذ في مدرسة أنطون سعادة الفكرية والأدبية!”.
يمكن أن أقول لك شيئاً لا يعرفه كثيرون من الناس، وهو أنّ أدونيس ربي في العلويين في بيت فقير جدّاً. سمع أنّ رئيس الجمهورية شكري القوتلي يزور المنطقة، فراح مشياً على الأقدام إلى “جبلة” حيث كانت الاحتفالات تقام على شرف الرئيس، ودخل بين الصفوف، وكان العسكر”يدفشونه”( يَدْفَعُونَهُ) لكنّه استطاع أن يجد منفذاً ليصل، وألقى قصيدة، فقال الرئيس للعسكر:”إئتوني بهذا الولد” فقبّله، ثمّ أمر بتخصيص منحة له ليدرس حتّى نال شهادة البكالوريا في قسمها الثاني، وهي أعلى درجة من الدروس الثانوية في مدارس الشام، ولولا تلك المناسبة لبقي أدونيس مغموراً، لأنّه لم يكن قادراً على أن يدرس في المدارس، فأهله فقراء لا يستطيعون أن يدفعوا عنه الأقساط المدرسية. هذه ناحية من نواحي حياة أدونيس، الكثيرون يجهلونها.
أنا أنظم شعراً نيو كلاسيكياً، وضدّ الشعر الحَدَاثي، لسبب جوهري هو أنّ له لغة خاصة لا أستسيغها، وأنّ له معاني، وتعابير لا أفهمها، ولذلك أنا من مؤيّدي المدرسة النيو كلاسيكية، ولست من مدرسة أدونيس، وإنْ كنت لا أزال معجباً به لمّا كان من الأولى.
المادة والتبشير صنوان
7- لماذا أنشأت مجلّة “الندوة” في المهجر، ومن هم كتّابها؟
لأقل لك الحقيقة أنا إنسان طبعت على أن أكون صادقاً. لم أنشئ هذه المجلّة لغرض سياسي، أو لغرض قومي. أنشأتها لغرض مادي صرف إذ كان يجب عليّ أن أجد، وأنا في المهجر محكوم بالإعدام، مورد رزق أحيا بوساطته معزّزاً غير مضطرّ لأيّ وسيلة مُحطَّة بكرامتي وقدري، لكنّ هذه المجلة أدّت دوراً إعلامياً تبشيرياً حزبياً كبير الأثر على أبناء الجاليات العربية في كندا وأميركا وخصوصاً في أميركا الجنوبية.
والحقيقة أنّ أكثر الذين اشتركوا في تحريرها همّة رفيق قومي اسمه إبراهيم طنوس وهو مؤرّخ وأديب من طراز ممتاز، فكان يغذّي مجلّتي بالأبحاث التاريخية. أمّا المادة الأساسية، فكنت أنا أتولّى تأمينها من خلال الجرائد الآتية من العالم العربي وخصوصاً من دمشق وبيروت، إذ تمرّ على مكتبي فأنتقي من المقالات ما يوافق توجّهاتي السياسية فأصوّرها على “الأوفست” وأجمعها في مجلّة، والمغتربون، وأقول ذلك بأسف، لا يهتمون كثيراً بالأبحاث الفكرية لأنّ أكثرهم شبه أمّي، فالسواد الأعظم يهمّه أن تنشر خبر سفره، ومقْدَمه، وزواج أحد أولاده أو أهله، وحفلة عماد أطفاله، إنّها أخبار إجتماعية بحتة. وكنت أنشر هذه الأخبار من أيّ جهة أتتني لأصطاد الناس قرّاء لمجلّتي التي استمرّت ستّ سنوات من العام 1966 حتّى العام 1972 لكي يظلّوا على صلة بتفكيرها الحزبي.
محمّد يوسف حمود تاريخنا
8- كنت أنت والشاعر محمّد يوسف حمود(1919-1993) صديقين لدودين تختلفان ثمّ تتصافيان وكأنّ شيئاً لم يكن. إلام تردّ ذلك وكيف تنظر إلى شعره؟
محمّد يوسف حمود رفيق من أقرب رفاقي إلى قلبي وصديق وأخ عزيز تعرّفت إليه حينما كان عمره ستّة عشر عاماً، ودخل على ما أتصوّر في حزبنا باكراً متأثّراً بناظر مدرسة المقاصد الفقيد الكبير الدكتور فوزي النقّال، ثمّ أخذ يتدرّج إلى أن أصبح عضواً في الندوة الثقافية التي أسّسها أنطون سعادة لرجال الفكر، وما لبث أن صار أميناً في الحزب وانتخب في 30 تشرين الثاني 1954 عضواً في المجلس الأعلى الذي أصبحت أنا رئيسه في 9 كانون الثاني 1955 وتعاونا، إلى أن حدثت الجريمة النكراء باغتيال عدنان المالكي سنة 1955 على يد أحد القوميين الاجتماعيين يونس عبد الحميد.
وقد ثبت لي شخصياً رئيس لجنة التحقيق في مقتله بوصفي رئيساً للمجلس الأعلى بشهادات من الأمينة الأولى زوجة سعادة، ثمّ بإقرار من جورج عبد المسيح نفسه، ثمّ بقرائن وأدلّة عديدة أنّ المالكي قتل بقرار من جورج عبد المسيح ووكيل عميد الدفاع في الحزب الفقيد إسكندر شاوي.
كان محمّد يوسف حمود مقرّباً من عبد المسيح الذي باشرنا بمحاكمته حين كان رئيساً للحزب وقد قام بحركة إنشقاقية بوساطة أحد أركان حربه الأمين المناضل حسن طويل حمادة، فوقفت أنا وعدد كبير من الأمناء في وجهها، وبدأ الإصطدام بيننا. المؤسف أنّ الأمين محمّد يوسف حمود إنحاز بعد الحكم على عبد المسيح بالطرد إلى صفوفه، وبدأت بيننا وبينه حوارات بلغت أحياناً حدّ العنف والاتهامات، فابتعدنا من بعضنا مدّة من الزمن غير طويلة.
رافق محمّد يوسف حمود الإنشقاق الأخير الذي حدث في الحزب عام 1987 بقيادة الأمين عصام المحايري، فأطلق من باب المرارة لا التشفّي شعاراً عن الحزب إذ لم يعد يقول هذا الحزب، إنّما “هذا الأحزاب” كما كان قد تخلّى عن العمل مع جورج عبد المسيح دون أن يناصبه العداء.
أهمّ دور لعبه محمّد يوسف حمود في حياتنا الحزبية وفي حياته الأدبية بعد استشهاد سعادة في 8 تموز 1949، أنّه كتب مقالات خالدات نشرت كلّها في كتابه” ذلك الليل الطويل”. كتب تاريخنا، بل أستطيع القول إنّه كان هو تاريخنا.
أمّا شعره، فهو ليس من الشعر الذي أستطيع أن أضعه في مقابل شعر صلاح لبكي، أو سعيد عقل، أو كبار شعراء هذه المرحلة. إنّما شعره شعر جيّد، بعضه رائع ومجمله عادي كما أنّ له شعراً خالداً في كلّ الأناشيد التي نظمها وتفوّق فيها حاصداً الجوائز إلى حدّ أنّه سمّي” شاعر الأناشيد” ومنها نشيد الشجرة، والجيش، والإستقلال، والفدائيين.
ليس هذا مذمّة في شعره، فكلّ قصائد كبار الشعراء ليست خالدة ولا على مستوى إماراتهم أو تفوّقهم، بل بعض قصائدهم خالد.
التكتّف جلوساً فقط!
9- أصيبت علاقتك بالأديب سعيد تقي الدين(1904-1960) بعيارات من الإنقباض والتشنّج، ما سبب ذلك وكيف كنت تداويها؟
كنت أنا وسعيد تقي الدين جارين، والأهمّ من كلّ ذلك أنّني عرّابه بعدما أدخلته في الحزب بعد جلسات غير طويلة عقدناها معاً بحضور صديق لي من آل شبلي( من شملان)، لكنّه لم يدخل بناء على هذه الحوارات، بل بعد أن قرأ مؤلّفات سعادة وأدبيات الحزب.
بدأ سعيد في حزبنا دارساً. حضر في منزلي في رأس بيروت في شارع المكحول إحتفالاً أقمناه في ذكرى استشهاد أنطون سعادة أعتقد سنة 1956 حينما كنت رئيساً للمجلس الأعلى. وأذكر أنّ بنات سعادة كنّ حاضرات وإلى جانبهنّ سعيد تقي الدين الذي لم يكن بعد قد أصبح في موقع المسؤولية والقرار. كان لا يزال عضواً أو منفّذاً لبيروت. أذكر أنّه كان يحدّق بي ويسألني بالإماء إذا كان وضعه سليماً في مقعده أو لا( كان يجلس متكتّفاً). تدرّج سعيد في الإدارة الحزبية على يد أحد أمنائنا جبران جريج، فأصبح منفّذاً لبيروت، ثمّ عميداً. وكان سعيد تقي الدين وغسّان شديد في ذلك الزمن الذي كنّا فيه مطاردين بكثير من العنف والوحشية والخبث والدهاء من قبل المكتب الثاني برئاسة السرّاج في دمشق وجماعته، أكثرنا تعرّضاً للقتل والاغتيال، لأنّ التهديدات كانت تأتي مباشرة إليهما وكانا يعدّان الإنقلاب على السرّاج في الشام من أجل أن يستلم الحلف الحكم في الجمهورية العربية السورية، وقد وشى بهذه العملية وفضحها شخص من آل أدهم وألقي القبض على جميع الذين كانوا يريدون تنفيذها. وكم أحبطنا من محاولات لقتلهما حينما ألقينا القبض على أربعة ضبّاط سوريين إعترفوا بأنّهم أُرسلوا إلى بيروت في مهمّة اغتيال تقي الدين وشديد، وأطلقنا سراحهم بضغط من اللواء فؤاد شهاب.
بعد أن هدأت الحال، وعيّن سعيد عميداً للخارجية حديث بيني وبينه اصطدام بوصفي رئيساً للمجلس الأعلى. فقد اتى إلى مكتبي قنصل لبنان في ليبيا على ما أتصوّر أحمد فَتْفَت وكنت وكيله في دعوى أقامها على الكتائب اللبنانية بشخص خطيبها إلياس ربابي(1913-1999). سبب هذه العلاقة أنّني وكيله من جهة، وهو صديق سعيد من جهة ثانية. طرح عليّ سؤالاً: لماذا لا تقابلون جمال عبد الناصر؟. قلت له: نحن مستعدّون لذلك، ولكن من تريد أن يقابله؟. قال: أنت. قلت: هل يمكن أن يبقى هذا سرّاً بيني وبينك؟. قال: نعم.قلت: عليّ أن أستشير رئيس الحزب الأمين أسد الأشقر بطريقة من الطرائق. قال لي: لا يجوز أن يعلم أحد. قلت: لن يعلم أحد، بل عليّ أن آخذ الضوء الأخضر، لكن حينما أسافر لن يعلم أحد بأنّني سافرت وقابلت وهذا يبقى سرّاً.
ذهب أحمد فتفت واخبر سعيد تقي الدين عميد الخارجية الذي أرسل لي كتاباً يقول فيه: إنّني خرجت على النظام، وإنّه لا يجوز إجراء أيّ اتصال خارجي من دون علمي، فكتبت له جواباً عن ذلك بأنني اتصلت بالرئيس.
إذا أردت أن أحدّثك عن أدب سعيد تقي الدين، فأقول لك إنّه مدرسة قائمة بذاتها. لم يستطع أحد أن يقلّدها حتّى الآن. تقوم مدرسة الحزب على نظريات أنطون سعادة. أمّا أدبياتنا، أسلوباً وإبداعاً، فيتزعّمها قائدان هما: فؤاد سليمان وسعيد تقي الدين، وفي أدب سعيد من الإبداع والتفوّق والأصالة ما يجعله في طليعة أدباء هذا العصر في العالم العربي.
ذهبت إلى منزل سعيد تقي الدين وقلت له:” إنّ حزبنا حزب فقير فكلّنا ندفع ولا أحد منا يقبض. من أجل سعيد تقي الدين والحفاظ عليه على أرض الوطن أنا مستعدّ أن أقنع الحزب بأن يدفع له ألف وخمسماية ليرة لبنانية شهرياً أيّ 750 دولاراً أميركياً”. أجابني أنّ “ابنتي “جانا” مصروفها الشهري 600 ليرة، وأنا أدخّن سجائر في النهار بـ 200 ليرة، فماذا يمكن أن تفيدني 1500 ليرة؟”. قلت له:”هذا ما نستطيع أن نقدّمه لك، فإذا كنت لا تستطيع أن تعيش مكرّماً وحرّاً ومعزّزاً بهذا المبلغ الذي نعتبره نحن كبيراً جدّاً فأنت حرّ”. وودّعناه على مضض وأقمنا له حفلة تكريمية في بيت الأمين أسد الأشقر في ديك المحدي، خطبت فيها أنا والأشقر وبعض المثقّفين.
حايك ودموع الطرد
10- تردّد أنّ الحزب القومي ظلم جبران حايك(1927-1992) حين طرده لوقوفه إلى جانب جورج عبد المسيح، وأنّ جبران حنق عليك لصدور هذا القرار في منزلك فنقمتما على بعضكما. ماذا تقول؟
لم أنقم على جبران حايك ولو كانت أوراقي جاهزة الآن لكنت أريتك رسالة كتبتها من مخبأي عام 1961-1962 أقرّعه فيها وأوبّخه، لأنّه حمل علينا حملة عنيفة على اثر المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي قمنا بها، إذ كان هو صديقاً للرئيس فؤاد شهاب.
جميل أن أسجّل أنّ جبران حايك كان من أخلص السوريين القوميين وأعمقهم إيماناً مُؤسَّساً على فهم عميق لقضيّتنا وتعاليمنا، وقد رافقنا كمؤمن وكمناضل منذ دخوله الحزب حتّى تاريخ طرده سنة 1957، وكم أنا متألّم أن أخبرك ببضع كلمات لماذا طردناه.
في جلسة المجلس الأعلى التي عقدت إمّا برئاسة عبدالله محسن أو أديب قدورة الأمينين في الحزب، والتي حوكم جورج عبد المسيح فيها واتخذ قرار بأنّ إبلاغ الرأي العام أو القوميين الإجتماعيين خبر طرد عبد المسيح يجب أن يكون مبرمجاً، إذ لا يجوز أن يعرف الناس كيف طرد من الحزب، بل كان يجب أن يصل هذا الخبر إليهم على مراحل أو جرعات، خصوصاً أنّه كان محبوباً لديهم، وقد قال لي عبد المسيح:” ما ذنبي إذا كان ثمانون بالمئة من القوميين معي؟”.
جاء جبران حايك ونشر في جريدته “الناس” كلمات فاجعة بحقّ عبد المسيح، فاستدعي إلى المحاكمة في منزلي حيث عقد المجلس الأعلى جلسته برئاسة أحد الإثنين الواردين آنفاً، محسن أو قدورة، وكنت أنا وجبران حايك وزوجتي ننتظر القرار ولا أستطيع أن أصف لك الحال التي كان جبران فيها. لقد كان في مناخ الفاجعة. وما أن أبلغ بخبر طرده حتّى أخذ يبكي كالطفل، وأشهد أنّني بعينيّ شاهدت دموعه.
لم يتركنا جبران حايك بإرادته. إرتكب خطيئة كان يجب أن تغتفر له، لا أن يطرد من الحزب، وأستطيع التأكيد أنّه مات والحزب في دمه.
من المآثر التي أذكرها عن جبران حايك الذي كان قد تسلّم في فترة قصيرة رئاسة تحرير جريدتنا”البناء” أنّه هو وخليل حاوي وإنعام رعد كانوا يتردّدون إلى مكتبي وبتوجيه مني أو بتفاهم بيني وبينهم اتفقنا على أنّ ما يكتبه جورج عبد المسيح تحت عنوان”البناء الاجتماعي” في جريدتنا كان خارجاً على عقيدتنا وفلسفتنا، بل كان فلسفة جديدة.
من هنا، بدأنا بالفعل بحملة بين رجال الفكر والمثقّفين في الحزب لإسقاط عبد المسيح الذي قال إنّها مؤامرة ضدّي بدئ بتدبيرها بين أعضاء المجلس الأعلى في ميسلون، وهذا غير صحيح. إنّما كانت هنالك مساع حثيثة ومرتّبة بين عدد من كبار المفكّرين من أجل إسقاط عبد المسيح لإسقاط أسلوبه في إدارة الحزب وإدارة ثقافته وتفكيره، لذلك لا يمكن التقليل من أهميّة دور جبران حايك في الحزب.
بعد طرده قاطعته، ولكن بعدما مرّ زمن طويل والتقينا في بوسطن عام 1965 وتصافينا، عدت إلى هذا الوطن عام 1969 فكرّمني جبران حايك في حفلة مطعم الشوار في ضبيه، وألقى كلمة رحّب بي وأشاد بمواقفي، إنّما من الحزب، لم يبق في عقل ووجدان حايك، إلاّ سعادة، لأنّه نقم على كلّ الذين طردوه وحاكموه.
لو
11- غسّان مطر أحد الشعراء البارزين حالياً، ما هو موقفك من شعره؟
غسّان مطر من كبار شعراء هذا الوطن، وأعتقد لو أنّه بالفعل إبتعد من السياسة ومشاغلها ومتاعبها وألاعيبها وانصرف كلّيّاً كما كان منصرفاً إلى العمل القومي والإهتمام بالشعر والأدب، لأصبح يوماً من الأيّام من كبار شعراء العالم.
لقد تنبّأت لأدونيس سنة 1956 بأنّه سيجلس على يمين كبار شعراء العالم. وأقول لك أنت إنّني أتنبأ لغسّان مطر إذا انصرف كلّيّاً إلى الشعر، فإنّه سيجلس يوماً من الأيّام على يمين كبار شعراء العالم.
إلياس ينظم وعبدالله ينقد
12- كيف كانت علاقتك بالشاعر إلياس أبي شبكة(1903-1947)؟
كان إلياس أبو شبكة صديقي وصديق صديقي الآخر فؤاد سليمان الذي كنّا نجتمع عنده ونتنادم. لكن ما أذكره هو أنّ مكتب الشاعر الياس أبي شبكة كان في جريدة”الأحرار” في بناية السمطية على الزيتونة، وكان كلّما نظم أبياتاً جديدة من الشعر يأتي إليّ في مكتبي القريب من مكتبه ليتلو عليّ هذه الأبيات ويأخذ رأيي بها ويشرب فنجان قهوة عندي، ثمّ يعود إلى مكتبه!
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 8 – حزيران 2016).

*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يمنع منعاً باتاً على أيّ شخص، طبيعيًا كان أم معنويًا وخصوصًا الإعلامية ودور النشر والمكتبات منها، نسخ أكثر من 20% من مضمون الخبر، مع وجوب ذكر إسم موقع “محكمة” الإلكتروني، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، كما يمنع نشر وتصوير أيّ خبر بطريقة الـ”screenshot” وتبادله عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتحديدًا منها “الفايسبوك” و”الواتساب”، ما لم يرفق باسم “محكمة” والإشارة إليها كمصدر، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!