طرائف وأشعار

القضاة والمحامون.. مواقف وطرائف: باسم الشعب ما عدا مطانيوس عيد/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
في كتابه “سوانح خمسين” يقول معالي النائب النقيب فؤاد الخوري ما يأتي: بدء عهدي بأعمال المحاماة، كانت أولى الدعاوى التي عهد بها إليّ في سنة 1912 قضيّة بيع وصي قاصر عقاره بغبن فاحش. وكم كان فرحي كبيراً عندما تلقّيت حكم المحكمة بفسخ البيع لمصلحة موكّلي.
أمّا الثانية، وقد كان موكّلي فيها صديقاً عزيزاً، فكان نصيبي فيها الفشل. وما ان أعلنت المحكمة الحكم ضدّ موكّلي، حتّى أصبت من شدّة الكدر بصداع ظلّ ملازمي بضعة أيّام. ولمّا اتصل ما بي بصديق من قدماء المحامين قال لي: خفّف عنك، يا ابني، فالمحامي مهما كان دقيقاً في عمله، ليس برابح دائماً، ولا هو دائماً بخاسر، بل هو بينهما على حدّ قول الشاعر:
فيوم علينا ويوم لنا
ويوماً ما نُساء ويوما نُسَرّ
***
“شرّف، هيك بينقصوا واحد”
المعلوم أنّ المحامي مطانيوس عيد ينتقد الجميع وهم يتقبّلون منه انتقاداته لأنّهم يعلمون أنّه يتحلّى بطيبة القلب:”ففي جنينته الشهيرة يجتمع الأستاذ عيد مع عدد كبير من القضاة والمحامين ينتقد خلال الجلسة بعض المواقف التي لا تنسجم مع قناعاته. وفي أحد الأيّام إلتقاه أحد المحامين النوّاب الذي تربطه بمطانيوس علاقة صداقة حميمة وقال له:
– أيمتى رح نجتمع عندك يا مطانيوس حتّى نحكي بالناس وننتقدهم؟
فأجابه مطانيوس فوراً وهو يضحك:
– شرّف ساعة ما بدّك هيك بينقصوا واحد.
***
“ما عدا مطانيوس عيد”
دخول الأستاذ مطانيوس عيد إلى العدلية يعني أنّ مجموعة كبيرة من المحامين سوف تتحلّق حوله للإستفادة من عمله وثقافته من جهة، وللإستماع إلى طرائفه من جهة ثانية.
ويخبر أنّه دخل مرّة مكتب أحد أصدقائه القضاة الذي أصدر حكماً ضدّه وقال له ممازحاً:
– أرجو يا سيّدي في المرّة القادمة عندما تصدر حكماً ضدّي أن تكتب “باسم الشعب اللبناني” ما عدا مطانيوس عيد، لأنّه لا يمكن أن تحكم باسمي وضدّي.
***
إرمها قبل ما يشوفها والدك
يطيب لمعالي نقيب المحامين الأسبق شكيب قرطباوي أن يردّد النكتة الآتية:
ذهب أحدهم إلى صالون حلاقة حيث يعمل حلاق وابنه. وما ان جلس وبدأ الابن بحلاقة الذقن، حتّى جرح الزبون، فنرفز والده ورماه بمنفضة، إلاّ أنّ الابن أشاح بوجهه فأصيب الزبون بها.
وتكرّر الموقف، وكان كلّما جرح الزبون قام الوالد بضرب الابن بغرض من أغراض الصالون، فيصاب الزبون إصابات مباشرة، إلى أن قام الابن وأثناء الحلاقة بقطع قسم من أذن الزبون الذي قال له:
– عجّل عجّل ارمها في السلّة قبل ما يشوفها والدك.
***
بسّ الريس ريّسها
يخبر المحامي نزيه شلالا صاحب النشاطات الحقوقية المتعدّدة والذي أصدر عدّة موسوعات، أنّ المحامي يوسف حليم لحود دخل مرّة غرفة القاضي الياس نمور يوم كان رئيساً لمحكمة جنايات جبل لبنان فالتقى الشاعر الزجلي زغلول الدامور فبادره قائلاً:
جلسة مش رح عاكسها                  لكن كلمة حابسها
انت الريس عالجوقات                   بس الريس ريّسها
“محكمة” – الجمعة في 2020/7/17

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!